Al Jazirah NewsPaper Monday  30/06/2008 G Issue 13059
الأثنين 26 جمادىالآخرة 1429   العدد  13059
يمكِّن السيارة من السير 80 ألف كلم ويحافظ على لزوجته ولونه
توجه عالمي إلى استخدام (زيت الهوهوبا) لمحركات الطائرات والسيارات

جدة - فيصل المران

اتجه باحثون في مختلف أنحاء العالم إلى محاولة معرفة الأسباب التي حالت دون التوسع في زراعة شجرة الهوهوبا والسعي إلى وضع الأسس العلمية لكي يجعلون من شجيرة الهوهوبا محصولاً اقتصادياً متعدد الفوائد والاستعمالات.

ويشهد زيت الهوهوبا طلباً عالمياً على الرغم من ارتفاع سعره وهو ما شجع على استزراع الشجرة في مناطق خارج حدود نشأتها بصحراء سنورا، حيث أثبتت الدراسات أن زيت الهوهوبا يستخدم بديلاً لزيت الطائرات بسبب تميزة بعدم اتحاده مع الأكسجين، كما أن درجة غليانه (398 درجة مئوية) ما يجعله لا يفقد لزوجته بسهولة في المحركات أثناء تعرضه لحرارة عالية، كما أن استخدامه في محركات السيارات (التي تعمل بالديزل والبنزين) يمكّنها من السير إلى مسافة تصل إلى (80.000 كلم) دون أن يتغير لزوجته أو لونه.

زراعته

وأشارت الدراسات العلمية إلى أن شجرة الهوهوبا نبات صحراوي قادر على النمو والإثمار عند معدلات مائية قليلة، وبأدنى المدخلات الزراعية مقارنة بالمحاصيل التقليدية، حيث إنها تمتاز بمقاومتها لإجهادات البيئة المختلفة، بالإضافة إلى أنها دائمة الخضرة وعميقة الجذور مقبولة من قبل الحيوان وخالية من السموم وبها معدلات عالية من الكربوهيدرات، الأمر الذي يرشحها لتأسيس المراعي الطبيعية والمنتزهات العامة في المناطق الهامشية للاستفادة منها في برامج تثبيت الكثبان الرملية وصيانة التربة، علاوة على إمكانية استزراعها كأحزمة واقية من الرمال حول المدن وعلى جوانب الطرق السريعة التي تعاني من الكثبان الرملية، كما يمكن الاستفادة منها كشجرة للزينة نظراً لقبولها للتشكل الهندسي، ولتأسيس السياجات حول المناطق السكنية أو المنتزهات العامة أو في وسط الطرق العامة داخل المدن، وشجرة الهوهوبا تتحمّل درجات عالية من الجفاف وتتحمّل درجات عالية من ملوحة مياه الري.

خصائصه

وأوضح الدكتور حسين الجزولي أستاذ المحاصيل في جامعة الملك عبد العزيز بكلية الأرصاد وحماية البيئة وزراعة المناطق الجافة أنه بصدد الانتهاء من تأليف كتاب وبه خلاصة أبحاث وتجارب علمية لفوائد زيت شجرة الهوهوبا الذي يعد أيضاً بديلاً عن زيت العنبر (غير مشبع أحادي السلسلة) الذي يستخرج من كبد الحوت لما له من صفات مماثلة في كثير من خواصه الطبيعية والكيميائية، إلا أنه يتميز بخلوه من الرائحة السمكية التي يخرجها زيت الحوت، وله قابلية أعلى من زيت كبد الحوت في امتصاص الكبريت ولونه لا يتغيّر مقارنه بالزيوت الأخرى مع عمليات الكبرته، بل إنه يظل سائلاً بعد عمليات الكبرته بخلاف زبت الحوت الذي يحتاج لإضافة معادن أخرى ليظل سائلاً، كما أن زيت الهوهوبا رائحته لطيفة ونكهته شبيهة بنكهة اللوز، وهو خالٍ من الدهون ولا يحتاج لمعالجات صناعية أو تنقية قبل الاستفادة منه في الأغراض المختلفة إضافة إلى أنه له معدلات عالية من معامل اللزوجة والالتهاب والاشتعال وله أيضاً القدرة على الثبات أثناء عمليات التسخين أو تعرضه لدرجات حرارة عالية مما جعله يتميز عن سائر الزيوت الأمر الذي يرشحه للدخول في العديد من الصناعات.

وأضاف الجزولي العجيب في هذا الزيت أنه مشابه تماماً للمادة الدهنية التي تفرزها الغدد الدهنية الموجودة على بشرة الإنسان ما يؤدي إلى توازن الرقم الهيدروجيني الطبيعي للجسم لذلك هو عنصر مفيد لترطيب البشرة ونضارتها ويقيها من الملوثات ومن آثار ضربات الشمس والرياح الساخنة ومرطب عام للبشرة الجافة والأيدي والشفاه والأظافر.

وأثبتت الدراسات العلمية مقدرة الزيت على عدم التأكسد لساعات طويلة مقارنة بالزيوت الأخرى، مما أكسبه المقدرة على منع العديد من المخاطر الناتجة من تفاعلات شقوق الأكسجين الحرة التي يتعرض لها الجسم البشري نتيجة تعرضه للهواء والأشعة فوق البنفسجية تحت الظروف الطبيعية.

طبياً

أشارت تقارير الباحثين أن زيت الهوهوبا يمكن أن يكون دهاناً موضعياً لعلاج الأمراض الروماتزمية والتهاب المفاصل والتهاب فقرات العمود الفقري والتهاب اللثة وقرحة الفم والتهاب الحلق، كما يستعمله أيضاً أطباء الأمراض الجلدية ضد الجفاف والقشور التي تصيب البشرة ولعلاج الصدفية وحب الصبا، كما يمكن للزيت أيضاً المسارعة باندمال الجروح الخفيفه والتخلص من آثار الحروق والتقليل من الندبات وعمليات الشد بالبشرة والالتهابات والتشوّهات الخفيفة والتهاب الأعصاب، ومزيل جيد لقشرة الشعر الجاف وترسبات شعر فروة الرأس، بل يزيد من بريقها، ويساعد على القضاء على القمل في الرأس، ويزيل الشحنات الكهربائية الساكنة على الشعر ويساعد في تصفيف الشعر.

استخدامة الغذائي

وفي مجال استخدامه الغذائي أوضحت دراسات سابقة أن استعمال زيت الهوهوبا في صناعة الأغذية المحفوظة بمعدلات محسوبة أدى إلى نقص إجمالي الطاقة وكمية الدهون الممتصة من تلك الأطعمة وتدني معدلات الكلسترول في الإنسان والحيوان، كما أشارت تلك الدراسات إلى أن مصداقية إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) على استعمال زيت الهوهوبا في هذا المجال سيؤدي إلى تشجيع زراعة الهوهوبا على نطاق عالمي واسع، وهو ما جعل الباحثين أن يبادروا بعدة محاولات لنقل هذه الصفات عن طريق الهندسة الوراثية لنبات الخردل (Metz et al. 2000)




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد