لا يمكن للجهات الأمنية أن تعمل على انفراد في حربها ضد الإرهاب. وزارة الداخلية تقوم بأدوار متعددة لمحاربة الجماعات الإرهابية المسلحة، والعمل على إعادة تأهيل من لم تتلطخ أيديهم بدماء المسلمين. إذا كنا نطلق مصطلح (الجماعات الإرهابية) على وجه العموم، فالحقيقة تؤكد أن من بين هذه الجماعات شباب ومراهقون أُقحموا عنوة في صفوفهم. تجييش الرأي العام، وممارسة الضغوط النفسية بما يشبه عمليات (غسل المخ) على المحافظين من الشباب يؤدي إلى خلق جيل متطرف، وجماعات يمكن تجنيدها بكل يسر وسهولة. وفي هذا الجانب يشير اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، في تصريحات صحفية إلى أنه من ال (معروف عن السعوديين حماسهم الشديد لقضايا المسلمين بسبب طابعهم الديني البحت، وهناك من يستغل هذا الجانب للتأثير عليهم وعلى أفكارهم وإثارة عواطفهم من خلال القضايا التي تتعلق بالمسلمين ومن ثم يتم تجنيدهم وتوجيههم لتنفيذ عمليات إرهابية).
كثير من الشباب المحافظ ذهب ضحية الفتاوى المنحرفة، واكتشف بعد فوات الأوان، خطأه في الوثوق بمن لا يستحق الثقة. أسر مسالمة فقدت أبناءها، وزوجات بقين وحيدات بعد غياب أزواجهن، وأطفال يبحثون عن أبائهم فلا يجدونهم!!، نماذج مؤلمة لأحوال أسر كل من أصبح ألعوبة في أصابع الجماعات الإرهابية. للأسف الشديد أصبح الشاب السعودي سلعة تباع وتشترى في ساحات (الجهاد) المفتوحة، أبناؤنا في أفغانستان، والعراق تم بيعهم إلى الأعداء مقابل حفنة من الدولارات. أصبح لدى بعض الاستخبارات العربية خبرة واسعة في تجييش (الجهاديين) والزج بهم لتصفية الخلافات السياسية، أو تحقيق بعض المكاسب المحرمة. معتنقو الفكر الجهادي محلياً يوفرون على الجهات الاستخبارية الأجنبية الكثير من الجهد بتوليهم عملية إصدار الفتاوى، وتجييش الشباب، وحثهم على التبرع والانخراط في جمع الأموال التي يفترض أن توجه (لنصرة المسلمين في الخارج). هذه الاموال ، وإن جهل البعض مصارفها ، ماهي إلا جزء من عمليات تمويل الإرهاب الداخلي
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7741 ثم أرسلها إلى الكود 82244
f. albuainain@hotmail.com