تحقيق - عبدالله الحصان
من الصعب أن تقنع مواطنا فقيرا بأن يدفع مبلغا اكبر من اجل الحصول على نسخة اصلية في حين يستطيع الحصول عليها (بتراب الفلوس) كما يقول العامة على ناصية الطريق! معادلة معقدة حين تدخل إلى متغيراتها جهود الدول ومشرعو الأنظمة الذين قد تتباين لديهم مرجعية الحقوق وقوانين العدالة، لكن مسيرة النمو الاقتصادي العالمي في إطاره التنظيري كانت المنظار الاوحد لتحديد الاتجاهات حول هذا الموضوع فقد ظل النمو حبيس مفهوم تراكم الثروة الحسي والمادي باعتبارها المحرك الاوحد للاقتصاد مما جعل مفهوم القيمة لسواها من الممتلكات يتلاشى أو ينعدم، لكن حركة الاقتصاد ذاتها وتجددها غيرت اتجاه البوصلة! 57% من الناتج القومي الاجمالي في الولايات المتحده الأمريكية اليوم تشارك في تغذيته شركات لم تكن موجودة منذ 15 عاما! أحد المواطنين حين سألته في أحد اكبر مراكز بيع الحاسبات والبرامج في الرياض: لماذا لايكون لدينا بيل جيتس سعودي؟ اجابني دون تردد: لأننا لا نملك الخبرة والإمكانات؟ أمسكت بيده قائلا: لا يمكن للخبرة والإمكانات أن تتراكم مالم ندرك قيمة ما ينتجه المخترعون ايا كانت جنسياتهم أو اديانهم أو مواقعهم الجغرافيه وبهذا فقط نستطيع تلمس الطريق التي ساروا فيها! والمجتمع الذي لا يدرك قيمة المنتجات لايمكنه إنتاجها!
من الصعب التوغل في متاهات التنظير باعتبار أن البناء لا يمكن أن يبدأ إلا من أكثر نقاط الارض صلابة..ولأننا في مجتمع إسلامي يحترم الحقوق ويحافظ عليها ويجعل حفظ المال مساويا لحفظ النفس توجهت (الجزيرة) إلى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن منيع لسؤاله عن انتهاك حقوق الملكية الفكرية وهل هي مساوية للاعتداء على المال المادي فاجاب قائلا: انتهاك حقوق الملكية الفكرية وقرصنة البرامج وسرقة الأفكار مساوية لسرقة المال العام ومن يتعامل بهذا السلوك فهو سارق.
وأضاف الشيخ المنيع: أن كل ما يتعلق بسرقة الأفكار والمخترعات وحقوق الطبع والنشر والتأليف والتي تعتبر حقوقاً معنوية وصدر من مجمع الفقة الإسلامي بأنه يجوز الإدعاء بها والمعاوضة عنها، مشدداً على أهمية تفعيل هذه النقطة وإدراك كافة شرائح المجتمع للإخطار المترتبة على ذلك. أما فضيلة الشيخ أحمد بن عبدالله العمري الأستاذ المشارك بقسم الفقة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، فقال ل(الجزيرة) أن الاعتداء على الحقوق الفكرية محرم شرعا ويعاقب عليه الشرع والقانون، كذلك وأكد انه من الواجب على الجهات الرقابية منع أي تلاعب قد يحدث في مجال حقوق المؤلف أو المخترع، مشيراً إلى أن التهاون في هذه وعدم حماية حقوق المؤلفين من شأنه قتل الإبداع والمواهب في البلد.
وأستشهد فضيلته بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه (لا يحل مال امرئ مسلم إلى عن طيبة نفس منه) فهذا فيه من سرقة الجهد والتعب الشيء الكثير لذا يتوجب على الجميع إدراك ضرورة هذه النقطة ولايجوز الاعتداء على أموال المسلمين أو غير المسلمين بالباطل، وهو مما نهى عنه الدين