سألني صاحبي لماذا تميل هذه الزاوية إلى إبراز أوجه القصور في التعليم وتتجاهل إيجابيات كثيرة؟ قلت للزميل: يا صاحبي إن من يقدِّم لك أوجه قصورك يبقى أفضل من ذلك الذي يقدِّم لك أوجه قوّتك، فمعرفة أوجه القصور ومعالجتها يحوّلها في النهاية إلى أوجه قوة. لقد ورد في الأثر التقليل من شأن (المداحين) والإعلاء من شأن من يهدي إلينا عيوبنا، القيادات المتمكّنة لا تتطلع إلى إشادة تأتيها من أفراد متزلفين أو حتى صادقين. وليست المشكلة يا صاحبي في ضعفنا التعليمي، فكل النظم القوية بدأت ضعيفة، بل المشكلة تكمن في تجاهلنا هذا الضعف واستماتتنا في البحث عن فتات نجاح نغطي به ضعفنا المكشوف. ضعفنا التعليمي - وهذا ليس تشاؤماً - كشفته الرسائل العلمية الجامعية التي بيّنت أن تعليمنا لا يزال نظرياً منفصلاً عن الواقع، بل يؤكَّد الحفظ والتلقين ويتجاهل تعليم الطلاب مهارات التفكير العليا. ضعفنا التعليمي كشفته تقارير تمز الدولية، وتقارير التنمية البشرية الدولية، ونتائج اختبارات كفايات المعلمين، وقوائم التسرّب من الجامعات، وكشفته الفجوة التي تفصل التعليم عن متطلبات سوق العمل.

في التعليم لا يوجد يا صاحبي تشاؤم وتفاؤل، بل توجد حقائق يؤكّدها أو ينفيها البحث العلمي والتجارب الإنسانية.