أسفرت قرعة الدور الرابع والنهائي من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2010 في جنوب إفريقيا التي سحبت أمس الجمعة في كوالالمبور عن مجموعتين متكافئتين توزعت المنتخبات العربية فيها مناصفة بينهما.
وضمت المجموعة الأولى أستراليا واليابان والبحرين وأوزبكستان وقطر، والثانية كوريا الجنوبية وإيران والسعودية وكوريا الشمالية والإمارات.
وتقام مباريات الدور الرابع من 6 سبتمبر 2008 إلى 17 يونيو 2009.
ويتأهل صاحبا المركزين الأولين من كل مجموعة إلى النهائيات في جنوب إفريقيا مباشرة، في حين يلعب صاحبا المركز الثالث مباراتي ملحق، ثم يلتقي الفائز منهما في ملحق آخر مع أحد منتخبات الكونكاكاف لتحديد المتأهل إلى المونديال. وكانت منتخبات السعودية واليابان وكوريا الجنوبية مثلت القارة الآسيوية في النهائيات الماضية في ألمانيا صيف عام 2006 ، وشاركت استراليا أيضا لكنها كانت خاضت التصفيات في منطقتها قبل انضمامها إلى كنف الاتحاد الآسيوي أواخر العام ذاته.
في المجموعة الأولى، تعتبر استراليا واليابان مرشحتان بارزتان لانتزاع بطاقتي التأهل إلى المونديال نظرا لخبرتهما في هذا المجال، لكن كلا من منتخبات البحرين وأوزبكستان وقطر تبحث بدورها عن التأهل إلى هذا المحفل العالمي للمرة الأولى في تاريخها.
واللافت كان وقوع اليابان والبحرين معا في المجموعة ذاتها بعد أن كانتا في مجموعة واحدة في الدور الثالث من التصفيات أيضا، وتبادلا فيها الفوز ذهابا وإيابا حيث تصدرت اليابان ترتيب المجموعة الثانية برصيد 13 نقطة بفارق نقطتين أمام البحرين.
يذكر أن البحرين كانت قريبة جدا من تحقيق الانجاز بالتأهل إلى مونديال ألمانيا 2006 حين اجتازت التصفيات الآسيوية مع مباراتي الملحق قبل أن تسقط أمام ترينيداد وتوباغو في ملحق آسيا اوقيانيا (تعادلت معها ذهابا في ترينيداد صفر- صفر وخسرت أمامها صفر-1 إيابا في المنامة).
ويسعى المنتخب البحريني إلى تكرار انجاز تخطي التصفيات الآسيوية أولا لخوض الملحق لكن هذه المرة مع احد منتخبات الكونكاكاف.
أما استراليا فتأهلت بدورها من مجموعة الموت التي ضمتها إلى قطر والعراق بطل آسيا والصين بإحرازها المركز الأول جامعة عشر نقاط بفارق الأهداف فقط أمام قطر.
وأوزبكستان التي قدمت عروضا قوية في الدور الثالث، رفعت سقف طموحاتها ودخلت مرشحة بقوة للمنافسة على إحدى بطاقتي التأهل، لكن عليها رفع المستوى الفني والبدني للاعبيها لان مواجهات المنتخبات الكبيرة في القارة الآسيوية يتطلب جهوزية تامة.
وتأهلت أوزبكستان إلى الدور الرابع، لكن الاختبارين الجديين لها كانا مع السعودية، ففازت في الأول 3-صفر على أرضها وسقطت في الثاني صفر-4 في الرياض.
وقطر بقيادة المدرب الاوروغوياني خورخي فوساتي والتي اجتازت مجموعة الموت أيضا بحلولها ثانية بفارق الأهداف خلف استراليا اثر فوزها بهدف لسيد بشير على العراق في الجولة السادسة والأخيرة، تسعى بدورها إلى خلط أوراق المنافسة على أمل التأهل إلى المونديال للمرة الأولى في تاريخها. وفي المجموعة الثانية، تبدو السعودية مرشحة بارزة للتأهل كونها اعتادت تمثيل عرب آسيا في النهائيات العالمية منذ مونديال الولايات المتحدة عام 1994 حين حققت الانجاز وبلغت الدور الثاني.
لم يكن مستوى (الأخضر) جيدا في بداية التصفيات ما أدى لاحقا إلى إعفاء المدرب البرازيلي هيليو سيزار دوس انغوس من مهمته وإسنادها إلى ناصر الجوهر في الجولتين الأخيرتين، لكن الفوز الساحق الذي حققه على أوزبكستان في الجولة الأخيرة يمكن أن يعطي اللاعبين الحافز لتقديم الأفضل في الاختبارات القوية في الدور الرابع.
أما كوريا الجنوبية التي حققت أفضل انجاز آسيوي ببلوغها نصف نهائي مونديال 2002 التي استضافته مع اليابان، فتريد حسم بطاقتها مباشرة وتجنب الدخول في مغامرة الملحق، وكانت انتزعت صدارة المجموعة الثالثة التي ضمتها إلى جارتها الشمالية والأردن وتركمانستان.
وفشل أي من المنتخبين الكوريين في فرض أفضليته على الآخر في الدور الثالث فتعادلا ذهابا وإيابا صفر-صفر. وإيران التي تصدرت المجموعة الخامسة التي ضمتها إلى الإمارات وسوريا والكويت، تبحث بقيادة مدربها وهدافها السابق علي دائي إلى العودة إلى منافسات المونديال رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهتها في الدور الثالث قبل أن تتدارك وضعها في الجولتين الأخيرتين.
والمنتخب الإماراتي الذي وضع مدربه الفرنسي برونو ميتسو التأهل إلى كأس العالم هدفا رئيسيا لمهمته معه، قدم مستويات متفاوتة وفاز في مباراتين فقط من ثمان على الكويت ذهابا وإيابا، وكاد يفوت فرصة التأهل إلى الدور الرابع بعد خسارته أمام نظيره السوري 1-3 في أبو ظبي في الجولة السادسة والأخيرة.
وتفوقت الإمارات على سوريا بفارق هدف واحد فقط.
وتنتظر ميتسو مهمة شاقة لإعداد المنتخب بالشكل المطلوب لمنافسات الدور الرابع إذا ما أراد قيادته إلى النهائيات للمرة الثانية في تاريخه بعد أن سبق له المشاركة في مونديال ايطاليا عام 1990.
وكوريا الشمالية أمام اختبار منافسات ارفع مستوى في الدور النهائي، ويتعين عليها حصد اكبر عدد من النقاط خارج قواعدها بعد أن أثبتت أنها لا تفرط بها بسهولة على أرضها.