تناقلت وكالات الأنباء مقاطع من تلك الرسالة (الواضحة) التي وجهها الكاتب الأمريكي (غازي نيلر) إلى الشعب السعودي، وإلى الحكومة السعودية ممثلة في خادم الحرمين الملك عبدالله -وفقه الله- وهي مقاطع مهمة، ذات دلالات عميقة في هذه المرحلة الحرجة من مسيرة الأمة المسلمة بصفة عامة، وبلاد الحرمين بصفة خاصة.
لقد أبدى الكاتب المذكور إعجابه بالإسلام ديناً شاملاً كاملاً صالحاً لكل زمان ومكان، راعياً للقيم والأخلاق الكريمة التي تنظم حياة البشر وتبعدهم عن الانجراف وراء الفساد العقدي والفكري والسلوكي، كما قال الكاتب في رسالته الموجهة إلى خادم الحرمين عبر جريدة الحياة: لقد درست الإسلام الذي بدأ في بلادكم وقرأت عن التزام ملوك السعودية الثابت نحو الدين الإسلامي، ونحن هنا في الولايات المتحدة لدينا تراث ديني غني ولكننا - بخلافكم - لم نلتزم بهذا التراث وتناسيناه مما أدى إلى التدهور والخراب.
واستشهد (نيلر) بكلمة قالها الرئيس الأمريكي الأول جورج واشنطن: حيث قال: من بين كل العادات والتصرفات التي تؤدي إلى الازدهار السياسي، فإن الدين والأخلاق لا غنى عنهما.
وقال (نيلر) مخاطباً خادم الحرمين وشعبه: أحيي فيك وفي شعبك المحافظة على الدين والأخلاق أولاً وقبل كل شيء، إضافة إلى احترام الخط الحيوي للتمييز بين الرجل والمرأة، وقد كان تحطيم هذا الخط هو سبب سقوطنا في أمريكا أخلاقياً ومدنياً واجتماعياً، لقد لاحظت في الآونة الأخيرة إدانة الإعلام الأمريكي لأخلاقياتكم خصوصاً فيما يتعلق بموقع المرأة السعودية، وإنني -يا خادم الحرمين- كأمريكي أدرك كيف تخلينا عن حكمة أجدادنا في أمريكا، داعياً لكم بالمحافظة على مثابرتكم في الحفاظ على المعايير العادلة التي تملكونها، لقد تجاهلت أمتنا الأمريكية حكمة الرئيس توماس جيفرسون القائلة بأنه متى ما سمح للمرأة بالمشاركة والتصويت، فإن هذا سيؤدي إلى الفساد الأخلاقي، وأنه لا يمكن في ميزان القيم للمرأة الاشتراك علنيّاً في الاجتماعات مع الرجال لما سيكون لذلك من إفساد للأخلاق، والشيء المخجل لنا نحن الأمريكيين أن هذا ما نمارسه الآن، مستبعدين أوامر الدين ووصايا المؤسسين لكيان الأمة الأمريكية الذين أوصوا بالمحافظة على الأخلاق كمعيار أساسي لنجاح الأمة الأمريكية، وقد أصبحنا نعاني أشد المعاناة من التبعات الكبرى التي أعقبت إعطاء المرأة حقوقها السياسية في 1920م إذ ضرب الفساد الأخلاقي المجتمع الأمريكي، وتخلى معظم الناس عن القيم والأخلاق وانتشرت الإباحية والطلاق والإجهاض حتى أصبحت بلادنا لمن يتأمل حالها جديرة بوصف (الشيطان الأكبر) الذي لا يمكنه العودة إلى أخلاق الآباء المؤسسين والتوبة قبل الانهيار الكبير الذي ينتظر المجتمع الأمريكي.
ثم قال (نيلر) مخاطباً السعودية حكومة وشعباً: إنني شديد التقدير والامتنان للالتزام السعودي بالقيم والثوابت الدينية والأخلاقية، وأرجو ألا يؤثر الغباء والحماقة والعمى الأمريكي على هذا الالتزام السعودي العظيم.
إشارة
هل نريد أوضح من هذا الخطاب..