الجزيرة - خالد الحارثي
أوصت الورشة التحضيرية للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري، التي نظمها كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود مؤخرا، بضرورة التواصل مع الجامعات السعودية في جميع مناطق المملكة لترسيخ الأمن الفكري، والعناية بتقديم تعريف شامل له يؤصل لمفهوم الوسطية، والاستفادة من تقنيات الاتصالات والمعلومات في مجال نشر ثقافة الحوار، باعتباره ركيزة أساسية للأمن الفكري وتبني المواهب في المدارس والجامعات والمراكز العلمية، للمشاركة في ترسيخ مفهوم الأمن الفكري على المستويين النظري والتطبيقي مع التركيز على البحوث التطبيقية وتوفير آليات تطبيقها عملياً.
وحفلت أعمال الورشة بالكثير من الأطروحات والمقترحات الهادفة إلى تعزيز مفهوم الأمن الفكري وتفعيل آليات تحقيقه على أرض الواقع وتذليل ما قد يواجهه من تحديات، وسبل الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في هذا الشأن وقد تركزت أعمال الجلسة الأولى للورشة والتي أدارها الأستاذ الدكتور خالد بن منصور الدريس المشرف العام على كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري وحضرها عدد كبير من الأكاديميين والتربويين والعلماء من الرجال والنساء، ومن مختلف مناطق المملكة، على مناقشة المحاور الرئيسة للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري: (المفاهيم والتحديات) والذي تبنت فكرة انعقاده جامعة الملك سعود ممثلة في كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري، وشدد كثير من المشاركين في الورشة من خلال مداخلاتهم على ضرورة تقديم مفهوم واضح للأمن الفكري من خلال استطلاع آراء جميع المهتمين بالأمن في جميع جوانبه ومناقشة إشكالات المفهوم وتقيم البدائل المناسبة، مع مراعاة التشخيص الدقيق لواقع المجتمع السعودي والاتجاهات الفكرية المؤثرة فيه، ورصد أي تأثير لهذه الاتجاهات على سلامة الأمن الفكري ومن ثم الأمن بعناه الشامل، كما اقترح المشاركون في أعمال الورشة ضرورة رصد الجهود المختلفة الساعية إلى تقديم معالجات عملية رصينة لمشكلات الأمن الفكري وتقويمها تقويماً علمياً موضوعياً بما يسهم في زيادة فاعليتها، ويضاعف من حجم الاستفادة منها، وطالب عدد من المشاركين في الندوة بإيجاد قنوات أوسع للتواصل والتعاون مع جميع الجهات الحكومية والأهلية المعنية بالأمن الفكري، وكذلك فتح الباب للحوار والنقاش حول الأمن الفكرية من المنظور السياسي والاجتماعي والنفسي والتربوي والإعلامي.
محذرين من موجة حديثة في تجنيد صغار السن وفقا للأحداث العالمية والإقليمية فهناك معطيات عدة تشير إلى أن ظروف انتشار الفكر المنحرف لم تزل مهيأة خاصة بعد موجة الغلاء وارتفاع أسعار السلع والخدمات التي ضربت العالم في الأشهر السابقة، بالإضافة إلى عدد من التغيرات الأخرى على المستوى السياسي والاجتماعي في مختلف الأقطار العالمية.. كل تلك الأمور ترجح عودة جديدة بأساليب مختلفة لهذا الفكر المتوحش ليكسب المزيد من الاتباع المبرمجين على تنفيذ عمليات تخريبية، مما يحتم تكثيف الجهود المثمرة والتجديد في وسائل مواجهته
وأثرت الأكاديميات المشاركات في أعمال الورشة الحوار من خلال أطروحات قيمة حول ضرورة أن تتسع مظلة الأمن الفكري لتشمل قضايا الطفل السعودي وضرورة تفعيل الجوانب الوقائية لحمايته من المخاطر المحدقة به والتي تتمثل فيما يوجه إليه من برامج وأفلام الأطفال المستوردة من الخارج والتي لا تراعي في كثير منها تعاليم الإسلام وتقاليد وأخلاق المجتمع السعودي.
وأشار عدد من المشاركين إلى أن تعزيز مفهوم الأمن الفكري في آليات وأنشطة الكرسي يجب أن ينطلق من قناعة كاملة بأن التطرف ليس تطرفاً دينياً فحسب، فهناك تطرف في جميع التوجهات الفكرية الأخرى، يؤكد ذلك أن كثيراً من المتطرفين المتسترين بالدين كانوا في الماضي القريب من الدعاة لتيارات فكرية مناقضة للتوجه الديني، والعكس أيضا موجود فهناك تطرف من قبل بعض منتحلي التيارات الفكرية التي ترفع شعار الحرية كانوا بالأمس القريب من المتطرفين دينياً.
وأعرب المشاركون عن ضرورة أن تصاحب المؤتمر الأول للأمن الفكري، حملة فكرية تستهدف جميع شرائح المجتمع والأسرة، يتعاون في تنفيذها الكرسي مع وزارتي الشؤون الإسلامية والإعلام أوغيرها من الجهات المعنية.