لم يخب الحب في قلبه، ومن غير الشاعر؟ ومن غير من طالب قراءه بإفساح الطريق أمامه فهو (قادم) ليشهر العشق في وجه العالم؟! |
** الحب مفتتح حكايات وأبيات (أبي عبد الوهاب) ولو كنا في زمن الحرب، ولو مرّ (هو) بأيام الكرب، فما يزال يردد أنشودة الحمام الزاجل، وسيبقى يرتحل بالحب إلى الحب. |
** يتوقف الزمن مع (شاعر عبقر)، و(لحيد يا) و(ليل الشجن)، (فيزهر الحرف شوقاً) ويراها -وقد تكون هي لمرأة أو الوردة أو الحريّة- مزروعة بين أضلعه، مستعيداً غابات نخيل (الغزيليَّة) ليعيدنا إلى غابات نخيل (البصرة) كما رآها السياب في عيني حبيبته. |
** (محمد الفهد العيسى)، شاعر ذو تجربة عريضة تتجاوز المستوى الفني إلى الموقف المبدئي، ورغم ما أثير من غبار كثيف حول نثره وشعره في فترة مبكرة من حياته إلا أنه بقي مؤمناً بثراء الفعل والتفاعل النائي عن الوصاية والأوصياء، وقصيدته التي مطلعها (صبراً أخا الحرفِ لا تعجل ولا تلمِ). |
وعنوانها (حرية الفكر) رسمٌ لمسارِه الثقافي ومنها: |
أمضيت عمري أشق الدرب في ثقةٍ |
أهوى المعالي وأحدو النور في القمم |
سيعلم القوم: صمتي في غدٍ ذهب |
والصوت من قلمي والحق ملء فمي |
ما كان صمتي عن عيّ ولا خور |
لكنما فرسي شدّت إلى اللُّجم |
** القصيدة طويلة، وعمرها أكثر من أربعين سنة (1965م) وفيها مفتتح الحكاية لمثقف واجه (العيّ والجهل والادّعاء) في وقت مبكر سابق لأوقات التحوّلات الكبرى التي شهدتها المنطقة في الثمانينيات والتسعينيات وبدء الألفيَّة الثالثة. |
** العيسى يستحق أكثر من ملف ومن عدد ومن ندوة ومن أمسيات، وقد آن أن نتذكّره ونكرمه رمزاً مشرقاً؛ فله الوفاء والتقدير والاحتفاء. |
* نستحقُّه ويستحق منا الأكثر. |
|