أبدأ هذا الموضوع بحكاية تقول إن موظفاً لا يفقه بالشعر شيئاً، كما أنه لا يفقه -وهذه هي المأساة- من حسن التعامل شيئاً.. وقد صدّر مكتبه الأنيق -كفى الله المراجعين شره- بلوحة عليها هذا البيت: |
(إذا رأيت نيوب الليث بارزة |
|
|
إن هذا الموظف مخيف أن بكى -وهذا أمر طبيعي- لكنه مخيف إن ضحك أيضاً وتلك معضلة. |
لو كان بيدي من الأمر شيء لجعلت (الابتسامة) -ولا أعني ابتسامة هذا الليث- شعاراً -أو بالأحرى شعوراً- يرتسم على قسمات الموظف عندما يراجعه شخص، أو يدخل على مكتبه محتاج. |
إن (الابتسامة) أو على الأقل التعامل (بالكلمة الطيبة) تزيل وحشة المراجع، وتخفف من رهبة الموظف.. وخصوصاً بعض أولئك الموظفين الذين يرون أن هيبتهم - سامحهم الله- لا تتم إلا من خلال تقطيبة بحجم جبل طويق..! |
إن الابتسامة على وجه الموظف المؤتمن على عمله وعلى المتعاملين معه تجيء مثل وردة تحف معاملة المراجع فيما إذا تحقق له ما يريد.. وتجيء كبطاقة اعتذار لطيفة فيما إذا لم نقض حاجته. |
ومن قبل ذلك ومن بعده جاء في تعاليم الإسلام الخالد (تبسمك في وجه أخيك صدقة).! |
أجل صدقة تكسب بها الأجر.. وربما صداقة -أيضاً- تكسب بها الناس. |
وأخيراً.. لقد قال جدنا الشاعر الأعرابي وهو يقري ضيوفه وفي ذات الوقت يعتذر لهم: |
(وما الخطب للأضياف أن تكثر القرى |
|
وأنتم أيها الموظفون -رزقكم الله أعلى مراتب الابتسامة- إذا لم تستطيعوا أن تكرموا ضيوفكم بقضاء حاجاتهم فعلى الأقل أكرموهم بالابتسامة الصادقة، وبالكلمة الطيبة، أو -على أضعف الإيمان- الدفع بالتي هي أحسن. |
|
|
** قطرة الماء -كما يقولون- تفل الصخر ليس بقوتها وإنما بإصرارها! ومشكلة الذين يقعد بهم الفشل، أو يسكنهم الإحباط أنهم يجعلون من المشكلة الصغيرة التي تواجه طموحاتهم سداً يجعلهم غير قادرين على تجاوزها. |
وكأن هذه المشكلة هي نهاية الدنيا والهوة العميقة التي لا يمكن تجاوزها. |
هذه نماذج لعظماء -بعثها إلي صديق عزيز- تشكلت (عظمتهم) من العثرات التي واجهتهم ولكنهم جعلوا منها سلماً صعدوا على درجاته إلى آفاق المجد. |
* طُرد تشرشل من مدينته فكان هذا الطرد قائده إلى تأسيس أقوى إمبراطورية عرفها الإنجليز!!. |
* طُرد نابليون من عمله فحول هذا الموقف السلبي إلى قوة إيجابية فناضل حتى وصل إلى قيادة أعظم جيش عرفه الفرنسيون!. |
* أقعد الشلل روزفلت فجعل هذا العوق الحركي دافعاً لبناء أعظم قوة اقتصادية عسكرية عرفها الأمريكيون!. |
* أبعد الملك عبدالعزيز من الرياض في 1902م وجعل هذا التاريخ يعود بعد سنوات وهو ملك لدولة تحرك آبارها كل دول العالم!. |
* مسك الختام محمد صلى الله عليه وسلم، أبعد من مكة المكرمة فجعل هذا الإحباط لبنة أعظم حضارة عرفها التاريخ. |
|
وبعد -كما قال باعث الرسالة- من رحمة الله بخلقه أن قدر على العبد مصائب تؤخره خطوة لتدفعه مئات للإمام! فلنجعل المحن منحاً ولنصنع من ثمرة الليمون الحامضة عصيراً لذيذاً طيباً للشاربين. |
|
** بعض الناس تحسّ أن شموسهم تشرق في صحاري حياتك، وإن غربت أشعتهم المادية عنك..! إنهم يسكنون وجدانك بعطر أحاديثهم، ودفء ذكرياتهم، وصفاء نفوسهم. |
إن هناك أحياناً جسراً من التواصل الروحي والوجداني |
|
ولكن نشعر أنه جسر جميل زاه يجمعنا بالغائبين عنا أشكالاً، والساكنين مغارات قلوبنا عواطف وأرواحاً وحضوراً. |
|
** للشاعرة روحية القليني: |
(وإن لقيتك أخفي ما يؤرقني: |
وأودع السرّ أوراقي وألحاني |
نبدو غريبين بين الناس واعجبا..! |
ونحن في الحب والنجوى حبيبانِ) |
فاكس: 014565576 |
الرياض 11499- ص.ب 40104 |
|