اجتذبت تركيا تشجيع الكثير من الجماهير خلال نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008 لكرة القدم وأثبتت أن بوسعها أن تصبح قوة كروية كبيرة على المستوى العالمي بسبب ما يمتلكه اللاعبون من تصميم ومهارة ورشاقة. ويستحق المدرب فاتح تيريم - الذي قال إنه
ربما يترك تدريب المنتخب بعد هزيمة الفريق المؤلمة 3-2 أمام نظيره الألماني في أولى مباراتي الدور قبل النهائي للبطولة المقامة في النمسا وسويسرا الأربعاء- أن يحصل على الإشادة الأكبر على طريقة تعامله مع الفريق.
وعانى المنتخب التركي بشدة من الإصابات والإيقافات فغاب عدد كبير من اللاعبين أمام ألمانيا أبرزهم الحارس فولكان ديميريل والمهاجم نهاد قهوجي والقائد إيمري بيلوزوغلو والثنائي المتحرك أردا توران وتونجاي سانلي. وتسببت هذه الغيابات الكثيرة في عدم وجود اختيارات عديدة أمام تيريم لاختيار تشكيلته أمام ألمانيا لكن الأتراك سيطروا على نصف المباراة على الأقل ويمكن أن يعتبروا أنفسهم غير محظوظين في الخسارة بهدف في الدقيقة الأخيرة من فيليب لام.
ورغم ذلك لم يشعر تيريم بالغضب على الإطلاق. وقال للصحفيين: (نحن نغادر البطولة ونحن من أكثر المنتخبات تأثيرا. لقد كنا على وشك التأهل لكن هذه هي كرة القدم. نحترم منافسينا. أنا فخور بشكل كبير للغاية بفريقي). ويلعب التركي حميد ألتينتوب في بايرن ميونيخ ويعرفه الألمان جيدا لكنهم فشلوا في إيقاف سيطرته على وسط الملعب بتمريراته المتقنة الجميلة. وعزز كاظم كاظم الذي سدد الكرة مرتين في العارضة من شهرته بأداء ناضج فيما كان أوجور بورال الذي سجل هدف منتخب بلاده الأول أمس
الأربعاء مفيدا للغاية في الناحية اليسرى. وتسجيل تركيا الهدف الأول في مباراة بأمم أوروبا الجارية للمرة الأولى أمس الأربعاء خير دليل على الصعوبات التي واجهت الفريق خلال رحلته للوصول للدور قبل النهائي.
وقاتل المنتخب التركي حتى اللحظة الأخيرة من كل مباراة وستكون مكافأة ذلك هو استقبال الأبطال المنتظر من جماهيرهم عند العودة للبلاد في مشهد من المرجح أن يعيد للأذهان الوصول لنصف نهائي كأس العالم 2002م.
ونجاح تركيا بكل تأكيد ليس مجرد ضربة حظ. وفرق قليلة للغاية نجحت خلال كافة النسخ السابقة من أمم أوروبا في تعويض التأخر إلى فوز في اللحظات الأخيرة من المباريات كما فعل الأتراك. وأحرز أردا هدفا لتركيا في اللحظات الأخيرة من المباراة الثانية
بدور المجموعات ليمنح منتخب بلاده الفوز على سويسرا 2-1 بعدما انتهى الشوط الأول بتأخره 1- صفر. وقام الفريق التركي بمهمة أصعب في المباراة الثالثة عندما حول تأخره 2- صفر إلى الفوز 3-2 في آخر 15 دقيقة من المباراة. وأدرك سميح شانتورك في الدقيقة 122 التعادل لتركيا أمام كرواتيا في دور الثمانية قبل أن يلجأ الفريقان لركلات الترجيح. وبعد التقدم بهدف على ألمانيا وجد المنتخب التركي نفسه متأخرا 2-1 بعد خطأ من الحارس روشتو منح الفرصة للاعب ميروسلاف كلوزه في تسجيل هدف التقدم في الشباك الخالية بالدقيقة 79. وواصل المنتخب التركي قتاله حتى سجل سميح مجددا قبل أربع دقائق من نهاية المباراة لكن لام حطم قلوبهم وليس إرادتهم بهدفه في الدقيقة الأخيرة. وقال تيريم: (نعاني لسوء الحظ من سهولة استقبال شباكنا للأهداف، ربما لو كنا لجأنا إلى شوطين إضافيين لكانت النتيجة ستتغير، لكن في الوقت الحالي يجب علينا تقديم التهنئة للفائز).