ليس هناك فتنة أضر على الرجال من النساء، وفي الأسواق بالتحديد يكثر الاحتكاك بينهم سواء بالكلام أو النظر. مما أزال الهيبة وقضى على الخجل عند بعضهم من الجنسين فوجد الشيطان في تلك الأماكن بغيته في فتح أبواب الفتنة بينهم، فمثلاً من النساء من تتعمد تحسين صوتها تنعيماً وترقيقاً وميوعة.. ليبدو أكثر جاذبية!! لفتاً للنظر والسمع.. فإذا اجتمعت تلك الألفاظ الناعمة والضحكات الرقيقة مع عباءة محسنة ووجدت قلباً مريضاً بالشهوات نفذت إليه بسهولة وأشعلته لأن من الرجال من يتتبع الصوت الجذاب حتى يعرف مستقره، ومنهم من يأتي إلى السوق ليس للشراء بل لإطلاق النظر والتشبع من موائد الفتن، ولما كان للصوت اللين أثره نزلت بحقه آية محذرة النساء من التهاون بهذا الشأن، فقال تعالى: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً)(الأحزاب، 32) فلماذا لا نستجيب.. أم على قلوب أقفالها؟ ومن المضحك.. ما إن تصل إحداهن إلى المنزل تختفي كل الألفاظ الرقيقة التي تناثرت في السوق.. ليأتي سيل من الألفاظ الجافة والخشنة.. بنبرات عالية، وقد تلقي على الوالدين أو كبار السن دون أي احترام أو مراعاة، فأين تلك الليونة وحلاوة البيان؟!.. أين التودد والتلطف؟!
عجباً، كيف تنسى المسلمة أن الشريعة جعلت لخروجها ضوابط تحفظ لها كيانها لتبقى سامية لها وقارها واحترامها فتفرط بها وتتنازل عنها؟!.. فيا أخواتي لندرب أنفسنا على القليل من الألفاظ فلا داعي للكلمات الزائدة والنقاش.. وليكن كلامنا جاداً.. يحصل منه المطلوب ولنجعل بيننا وبين البائع حاجز الخوف من الله، فلا نسترسل معه ونغمره بألفاظ المديح والثناء ونتهاون بفضول الكلام معه.. فلنتسام بتلك الضوابط.
* بريدة