التقارير الأمنية والإحصاءات والبيانات السرية بكل تأكيد تحوي لمن اطلع عليها أرقاماً لانتشار جرائم محددة في مناطق أكثر من غيرها، وهذا مؤكد بالأرقام والإحصائيات، فمناطق تكثر فيها حوادث السرقات، ومناطق أخرى يكثر فيها السطو المسلح، وأخرى يكثر فيها ترويج المخدرات، وأخرى صنع الخمور وترويجها، بل إن هناك أحياء محددة داخل المدن والمحافظات تكثر فيها بعض المشاكل دون سواها، وأكثر من غيرها، لذا تتفوق بعض أقسام الشرطة في معالجة القضايا بصفة كبيرة، نتيجة لإشرافها على مناطق سكنية مأهولة بالعمالة أو بالمتخلفين أو من جنسيات محددة وهكذا.
ولكنّ هناك أموراً ظاهرة وتنشر الصحف أخبارها بصفة مستمرة، وتحمل جميعها حوادث القتل والاعتداء على النفس -نسأل الله العافية والسلامة- وهذه الحوادث للمعلومية لا تقتصر على عمر وسن معينة، بل شملت حتى كبار السن، وإن كانت شائعة في الشباب، والملحظ الأهم أن هذه الحوادث تقع مع ومن المواطنين وليس الوافدين، وهذه المنطقة أو المحافظة صارت حوادث القتل فيها ظاهرة توجب الدراسة من الجهات المختصة في المنطقة إمارة، شرطة، من كافة الأصعدة، بل وحتى مركز أبحاث الجريمة في وزارة الداخلية، فالقتل لم يعد فردياً بل أصبح جماعياً، وآخر ما سمعنا عن وفاة خمسة في استراحة نتيجة خلافات عائلية، فكيف إذا كانت الخلافات قبلية وعنصرية، أو لأي سبب آخر؟
لن أعلق الجرس على التربية والتعليم، أو الخطباء والأئمة، أو الآباء والمجتمع فقط، فهذه ظاهرة لها أسبابها ولا تتوقف عند سبب معين، وعلاجها لا يتوقف عند جهة محددة، فلابد من تلمس أسباب هذه الجرائم، ورخص النفس البشرية عند هؤلاء، ومن يغذي هذا السلوك، وكيف زرع، ومن ينميه، والأمر لا يتوفر كما ذكرت على جهود جهة دون أخرى. وأتمنى أن يدرس الموضوع بجدية حتى لا نفاجأ بحوادث أبشع وأروع من موتورين كاعتداء على مدرسة أو حفل زواج أو.. الخ، وعندها نندم ولات ساعة مندم.
alomari1420@yahoo.com