الناس بطبعهم يحبون من يستمع لهم، بل ويحب الواحد منا أن يستوفي دائماً كلامه مع الآخرين في الواقع، وكذلك يكون في الرؤيا عند من يعبرها، لذا مما ينبغي أن يتحلى به المعبر أن يستمع للرؤيا كاملة مكملة بتفاصيلها من صاحبها أو ممن ينوب عنه، ويسع صدره للسائل وسؤاله ولا يستعجل في جوابه له.
قال ابن قتيبة: (وتفهم كلام صاحب الرؤيا وتبينه ثم أعرضه على الأصول) إذ كيف يتصور عقلاً أنه يعبر الرؤيا وهو لم يفهمها أصلاً؟! وقال ابن العربي كما في: (أحكام القرآن 3-1074): (بعض الرؤى يظهر معناه أولاً وبعضها لا يظهر إلا بعد الفكر)، فبعض الرؤى لصعوبتها وتعقيدها تحتاج إلى تأمل وإلى طول نظر وقوة تفكر وقال القادري في (تعبير الرؤيا: 1-106) (ينبغي للمعبر أن يسترق السؤال بأجمعه من السائل على قدر السؤال، للشريف والوضيع، والنصح لهم في حسن العبارة وإلقاء الأضغاث منها، وإفهامها إياهم، حتى يخرج للسائل جواباً لسؤاله صحيحاً، ويتأنى فيه ولا يستعجل في تعبيره له، حتى إذا بلغ منتهى الكمال بحسب مجهوده ومقدرته أفتاه).
وإن من الخطأ البيّن إذاً: الاستعجال في التعبير والتفسير من دون فهم السؤال أو من دون إتمامه وإكماله، لذا ينبغي على معبري الرؤى أن تسع صدورهم أسئلة الناس وصبرهم عليها وعدم التذمر منها أو من طولها إن أراد الصواب في التعبير، فلن تسعوا الناس إلا بأخلاقكم وبساطة الوجه والخلق. زادنا الله حسناً في الخلق والمعاملة والعمل والله تعالى أعلم.
***
وقفة: (يقطع تيار الكهرباء في بيتهم)
رأى أحد الأشخاص في منامه أن تيار الكهرباء ينقطع في منزلهم ولا يعمل مرة أخرى فقال له من عبرها: يتزوج جميع إخوانك وأخواتك في بيتكم ولا يبقى في بيتكم إلا أمك وأبوك فقط.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244