Al Jazirah NewsPaper Friday  27/06/2008 G Issue 13056
الجمعة 23 جمادىالآخرة 1429   العدد  13056
المشي فريضة اجتماعية
د. خالد بن عبدالعزيز الشريدة

أي شيء ساكن في الحياة عادة ما يضمحل.. والماء دون الحركة يأسن.. والجمود سمة سلبية لا يطيقها الإنسان.. ولذلك كانت (الحركة بركة) لأنها فيها عمار للديار..

وهنا جاء القرآن الكريم ليؤكد أهمية ذلك بقوله تعالى: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا} فالمشي هنا مطلب شرعي له أبعاده وإيجابياته.

وإذ كنا عقلاً وشرعاً وصحة نأمر الإنسان بألا يلقي بنفسه إلى التهلكة فنحرّم عليه سلوكيات أو مشروبات للحفاظ على صحته، فإن الأمر في تقديري يصح بأن إيجاب بعض السلوكيات عليه مطلب (شرعي اجتماعي) ليقي صحته كذلك من التهالك والأمر عرفاً وشرعا أقوى من النهي. ومن هنا جاءت (الفتوى) بأن المشي فريضة اجتماعية لأن فيها من المحاسن على الصحة والأناقة والجمال وطرد الميكروبات والضغوطات والسكري وغيرها كثير مما يعلمه الأطباء، كل ذلك يمكن أن يحصل بخطوات يمشيها الإنسان لا تزيد عن دقائق معدودات في اليوم.

إننا دون مبالغة في الكلام - واسألوا الأطباء والخبراء - يمكن أن توفر بسبب المشي مليارات الريالات، وبسبب المشي يمكن أن نختصر أعداداً هائلة من الزائرين والزائرات للمراكز الصحية والمستشفيات، وبسبب المشي يمكن أن نستغني عن كثير من الأدوية والعلاجات، وبسبب المشي يمكن أن نسعد الزوجات، فتقوى بذلك العلاقات، وبسبب المشي -وتلك الأهم- يمكن أن نقي الناس بإذن الله من أمراض العصر والتجلطات. وفي المشي كما يؤكد الأطباء تحرر من المعاناة وإفرازات لهرمونات (الاندورفينات) التي تعمل على تحسين المزاج والشعور بالطاقة والسعادة.

وفوائد المشي الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية يصعب حصرها فمن تخفيض الدهون، وخفض الكلسترول، وضغط الدم وحرق السعرات، ومرونة العضلات وقوتها، وتحسين الجهاز التنفسي، وخفض الضغوط اليومية، وبالتالي تقليل مصروفات الأدوية والتمتع بالوقت والراحة الاجتماعية وكل ذلك أجزاء من فوائد ما أسميناه بالفريضة الاجتماعية (المشي) وتؤكد المجلة الشهيرة B.M.T بأن الشخص يمكن أن يحرق من (200 - 250) سعراً حرارياً في الساعة (22 - 28) جراماً من الدهون فيقي بذلك نفسه من أمراض القلب والشرايين والضغط والسكري وذلك من خلال المشي فقط لمدة (20 - 30 دقيقة) مرتين أو ثلاثا بالأسبوع.

إنهاء دون شك فرصة ولا أعتبرها أمراً تطوعياً بل أجزم بأنها مطلب اجتماعي نحتاج أن نسوقه بين الناس وتحت شعار (أمشوا.. لسعادتكم أو لسعادتكم.. امشوا).

وهنا دعوة للمسؤولين على مختلف مستوياتهم أن بادروا أنتم بذلك وشجعوا من يعمل معكم على ذلك، وللآباء والأمهات أن امشوا مع أولادكم فكم في المشي من فرص للأحاديث والمتعة والحمد والتسبيح.

ودعوة للعاملين في المجالس البلدية والأمانات أن هيئوا في الأحياء مسطحات خضراء وساحات للمشي تشجع وتحفز على ذلك وللمدمنين على قيادة السيارة حتى لجلب الأغراض من أقرب المسافات أن جربوا فريضة المشي فإنها والله ثم والله ستختصر عليكم الآن ومستقبلاً المسافات.. ودمتم بعون الله سالمين.

فكرة:

إذا كنا نحرم التدخين لأنه يسد الشرايين، أولاً نوجب المشي لأنه يفتحها.. إنه دواء وسعادة وشفاء.. بلا عناء.

عميد عمادة خدمة المجتمع بجامعة القصيم



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد