التشطير فن من فنون الشعر بشقيه الفصيح والعامي وهو وإن كان نادراً إلا أنه وجد في فترة من الفترات لدى بعض الشعراء السابقين وقد يكون مرد ذلك استعراض لقدرة الشاعر وإمكاناته الفنية. وأحياناً نجد أن بعض الشعراء المشهورين يأتي ببيتين من الشعر فيعجب بهما شاعر آخر فيضيف لهما بيتين ولكن بطريقة فنية بحيث لا يشعر المتلقي بأن هناك إضافة أو مزج لهما من شاعر آخر وذلك بأن يأخذ الشطر الأول من أبيات الشاعر ويكمله يشطر من عنده ثم يبدأ البيت الثاني بشطر من عنده ويضيف له بقية الشطر الأول للشاعر الآخر وهكذا وقد قام بمثل ذلك الشاعر علي أبو ماجد حينما شطر بيتين للشاعر عبدالله بن سبيل -رحمهما الله- حيث يقول ابن سبيل. |
لو إن مابي بالغصون الوريقة |
أمسن بيض كنهن المشاريق |
أخاف من موت بليا حقيقة |
مثل الدجيما لا طرد به ولا سيق |
وقد قام أبو ماجد بتشطيرهما وأجاد في ذلك حينما قال: |
لو إن ما بي بالغصون الوريقة |
الناعمات المثمرات المغاديق |
سرا بهن بهن سم الهلاك بدقيقة |
وأمسن بيض كنهن الغرانيق |
أخاف من موت بليا حقيقة |
أصير مضراب المثل للعشاشيق |
يقال مات وفات منهو عويقة |
مثل الدجيما لا طرد به ولا سيق |
كما أن أبو ماجد قد قام أيضاً بتشطير بيتين لشاعرٍ آخر حيث تقول أبيات الشاعر: |
ودك إلى الرجال كبده متينة |
يصبر ولو صلفوا عليه المعازيب |
لابدهم من ساعة ذاكرينه |
يما على خبث ويما على طيب |
ودك إلى الرجال كبده متينة |
مثل الجمل ينطح حمول المواجيب |
يظهر براهين النجاح بيمينه |
يصبر ولو صلفوا عليه المعازيب |
لابدهم من ساعة ذاكرينه |
مناقشين ماقفه عقب تجريب |
على صحيفة ما عمل واسمينه |
يما على خبث ويما على طيب |
صالح بن عبدالكريم المرزوقي |
|