يجب أن يرتفع المجتمع الدولي إلى مستوى المسؤولية، وأن يكون التعاون هو حجر الأساس في أي مجهود، وأن نكون جميعاً في نظرتنا إلى الحاضر والمستقبل أصحاب رؤية إنسانية عميقة شاملة تتحرر من الأنانية الضيقة وتسمو إلى آفاق الإخاء والتكافل.
بهذه الدعوات الصادقة والنابعة من التزام عميق وشامل، وتفهم كبير لما يجب عليه أن تكون المسؤولية الاجتماعية الدولية ختم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلمته التي وجهها إلى المشاركين في اجتماع جدة للطاقة.
هذه الكلمة التي يتعدى تأثيرها وإشعاعها على المشاركين في الاجتماع، إذا كانت موجهة لإحاطتها بمسألة تهم الأسرة الدولية كافة، موجه إلى العالم أجمع فموضوع الطاقة يهم شعوب العالم كافة.
ومثلما انعقد الاجتماع بمبادرة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جاءت بداية الاجتماع مفعمة بالمبادرات الجيدة من لدن المليك الذي ترجم ما يجب أن تكون عليه المسؤولية الاجتماعية الدولية فكون البشرية تعيش على كوكب واحد كان لابد من أن يستشعر بعضنا البعض آلام من يتألم نتيجة العوز والفقر والحاجة، وأن نتشارك المسرة والفرح.
في اجتماع جدة للطاقة قدم خادم الحرمين الشريفين للإنسانية جميعاً وللعالم أجمع فقراءه وأغنياءه ما يجب أن تكون عليه المسؤولية الاجتماعية المشتركة نحو البشرية، مشاركة للفقراء فيما يشعرون به من حرمان.. ومشاركة للقادرين للحفاظ على قدرتهم.. ومشاركة للأغنياء لترجمة مسؤوليتهم اتجاه من يشاركونهم العيش على كوكب الأرض.
وفي موضوع الطاقة الذي أصبح هماً لجميع الدول المستهلكة وبالذات الدول الفقيرة والنامية لعدم قدرتها على الحصول على هذا المصدر الحيوي بأسعار معقولة لأسباب عدة أهمها المضاربات التي تشهدها الأسواق البترولية التي تدار وتنفذ من أصحاب نفوس أقل ما يقال عنها بأنها تعيش واقعاً أنانياً لا يفكر إلا بمصالحه العنيفة.
ولهذا وبالإضافة إلى مطالبته -حفظه الله- من الدول المشاركة في الاجتماع بكشف اللثام عن الحقيقة الكامنة وراء ارتفاع أسعار البترول وكيفية التعامل معها بوضوح وشفافية وإعلان النتائج على شعوب الدنيا كلها حتى يعرف الجميع من المتسبب عما حصل في أسواق البترول والتلاعب في منتج حيوي يهم الإنسانية جمعاء.
إضافة إلى ذلك زخرت كلمة المليك بالمبادرات الإنسانية والمسؤولية التي تؤكد أن قيادة المملكة وشعب المملكة والمملكة جديرة بتسميتها بمملكة الإنسانية ويضاف إلى هذه التسمية تسمية أخرى هي مملكة المسؤولية الاجتماعية الدولية.
مبادرات تظهر العمق الإنساني الدولي للبشرية جمعاء وتقدم حلولاً تحمل البلسم الشافي للمتضررين وتوقف تجاوزات المتلاعبين.
كلمة خادم الحرمين الشريفين بما حملته من مبادرات وحلول، نهج يجب أن يحتذى به لتطبيق مبدأ يخدم الإنسانية.. مبدأ المسؤولية الاجتماعية الدولية.