برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة مثيرة تسابق فيها الراكضون بنهم نحو التراث الشعبي يقدمونه كل على طريقته الخاصة، ووفق فكره ورؤيته ومنطلقاته، ومن ذلك تقديم القصائد الشعبية في أشرطة صوتية مسموعة، وهذا أمر طبيعي فالثقافة الشعبية تصل إلى القلب بسهولة لأنها نابعة من القلب بتجرُّد وبلا تكلُّف أو هيلمة.
أهداني أحد الأحبة مجموعة من هذه الأشرطة التي قدمت القصيدة الشعبية كفن إبداعي أصيل يواكب كل عصر وكل منطلق فكري أو حتى أيدلوجي أيضاً، ولفت نظري شريطان سامريان للمنشد المبدع حامد الضبعان وأبو ملوح للشاعر حمود العديم. لقد كان الضبعان مبدعاً في الانتقاء والإنشاد لكن تكون سامريات والقصيدة الأولى (يا راكب حمرا) على طرق العرضة!! إلقاء وتلقيناً وهذا يشوه جمال القصيدة ويقدمها بصورة خاطئة للمتلقي!! كذلك أبيات السامرية الشهيرة (ما يطيق الصبرا) غيرت بأبيات تختلف عن مضمونها السابق وهذا تشويه ظالم في حق القصيدة والشاعر!! أما حبيبنا حمود العديم فكتب على الشريط (فكرة وإعداد ودراما وشعر وإنشاد أبو ملوح)!! ختاماً: لو قدمت هذه الأشرطة إلى متخصصين في التراث قبل طرحها إلى أذن المتلقي ألن يكون ذلك أدق وأصح وأجمل؟؟