Al Jazirah NewsPaper Monday  23/06/2008 G Issue 13052
الأثنين 19 جمادىالآخرة 1429   العدد  13052
من القلب
عبدالله الفيصل وثقافة الأهلي!!
صالح رضا

قلعة الشموخ والريادة أصبحت على أعتاب مجد جديد يعيد إليها بهاءها وكبرياءها وعظمتها التي افتقدت لأجزاء منها، وضاعت سنين وأحقاب من عمر الأهلاويين وهم في شقاق واختلاف وشتات، ولكن نسائم الانتصار على النفس وعلى الهمس المؤذي وعلى الاختلافات، بدأ الأهلاويون يستنشقون عبيره مؤخراً، بعد الانتخابات النزيهة والتي رعتها أيادٍ أمينة حتى رأت الضوء بعد تجربة ديمقراطية ناجحة، أضاءت ثقافة الانتخابات في الأندية السعودية.

وما استقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد العبد الله الفيصل لإدارة عبد العزيز العنقري الجديدة ومباركته الكريمة لها، إلاّ إضاءة كريمة ودعوة راقية لنبذ الاختلافات وقلع جذورها من القلعة الخضراء، دون عودة بإذن الله لتلك الاختلافات والمماحكات، لتبقى قلعة الأهلاويين قلعة حصينة مثلما أرادها رائد الرياضة وأميرها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز - رحمه الله -.

وفي هذا التوجُّه النبيل والجميل، قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز بعد الانتخابات: (بأننا نريد الأهلي كما أراده دوماً والد الأهلاويين وأبوهم الروحي صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل وسيبقى الأهلي منافساًَ ومعطاء في كل الألعاب) .. وذلك فيه تأكيد على استمرار الأهلي إمبراطوراً شامخاً وكبيراً وعظيماً ينافس في كل الألعاب ويقدم للمنتخبات الوطنية من يستطيع حمل راية التوحيد خفاقة في كل محفل رياضي وشبابي في العالم، بعد أن يحققوا الألقاب والميداليات والكؤوس لوطنهم بمشيئة الله.

ثقافة الأهلي هذه لا يوجد نادٍ آخر يستوعبها غير الأهلي، وهذا ما غرسه فقيد الرياضة والشعر والفروسية عبد الله الفيصل بن عبد العزيز تغمّده الله بواسع رحمته في الأهلاويين، رغم العبء الكبير الذي يتحملونه إلاّ أنه قدرهم ومصدر فخرهم، فالريادة لم تأت للأهلي من قليل ولا تتأتي بسهولة، فهي تحتاج للكثير من العمل الجاد والشاق والذي أتقنه الأهلاويين عصوراً وأزمانا، وها هم يعودون مجدداً لنهج عبد الله الفيصل تغمّده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، والقادم أجمل بإذن الله.

(الأسطورة) سعيد!!

المماحكات المتداولة بين أنصار اللاعب سامي الجابر وأنصار اللاعب ماجد عبد الله حول من يستحق لقب (الأسطورة) مشتعلة ومستعرة، وكأنّ هذا اللقب سيضيف لأحدهم مجداً، بينما هو لا يقدم ولا يؤخر خاصة لنجمين بحجم ماجد وسامي، والأسطورة هي عكس الحقيقة، وليست شيئاً قيماً يتمسك به الناس، ومعلوم أن الكفار قد اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعادة كتابه (الأساطير) ولكنه بما أنه لا يعرف الكتابة والقراءة فهي تملى عليه حسب زعمهم، ومن هنا ندرك معنى الآية الكريمة {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (5) سورة الفرقان.

هذا ومن باب الإنصاف في موضوع سامي وماجد، فالأرقام والشواهد الثابتة تجعل ساميَ أعلى شأناً من زميله ماجد الذي لم تخدمه الظروف ليلعب في المونديالات الأربع التي وصلنا إليها، بينما سامي مثّل المملكة فيها جميعاً وهو رقم قياسي لأي لاعب، إضافة لتسجيل سامي لأهداف تاريخية في نهائيات المونديال، مما يجعل سامي لاعباً متفرداً وهذه هي الحقيقة، ثم إنّ ذكاء سامي يجعله متفرداً حتى في اختيار القنوات التي يحلل فيها، بينما ماجد يحلل في قناة محلية، فسامي يعمل محللاً في قنوات ذات قياسات عالمية، إضافة إلى أنّ تحليل سامي وذكاءه الوقّاد وتواجده مع قمم عالمية كبيرة لا يستطيع غيره تبوؤها في تلك القناة العالمية والعالية الجودة، وهذا على العكس من ماجد الذي يعمل في قنوات عادية، وأجزم يقيناً أنّ غير سامي لا يستطيع الوصول إلى ما وصل إليه سامي في القناة الكبيرة المتميزة .. فهناك فرق شاسع بين القناتين كالفرق بين سامي وماجد في الحضور والذكاء والكريزما، وقد رفع سامي رؤوسنا نحن السعوديين وهو يشارك مع نخبة تعتبر من أعلى الكوادر الأوربية الكروية.

وعلى كل حال من غير العدل أن نجعل كلمة أسطورة - إذا أخذناها بالمعنى المفهوم في الوسط الرياضي - أقول ليس من العدل أن نجعل كلمة أسطورة خاصة بسامي أو ماجد، فهناك لاعبون كانت مهاراتهم وقدراتهم الكروية تجعلهم (أساطير) مثل سعيد غراب ويوسف الثنيان.

وفي رأيي المتواضع فإنّ (أسطورة) الكرة السعودية الحقيقية هو سعيد غراب لاعب نادي الاتحاد، فقد كان لاعباً فذاً يرسل قذائفه من أصعب المواضع بكلتا القدمين فيسراه في قوة يمناه ولا أحد يتنبأ بماذا سيفعل، وهو في رأيي باني المجد الاتحادي في تلك الحقبة، ولا يمكن مقارنة أي لاعب آخر بسعيد غراب الاتحاد لا سامي ولا ماجد من حيث المهارات اللهم إلاّ يوسف الثنيان.

وقد يقول قائل إنه شاهد سعيد غراب مع النصر أو مع الأهلي ولم يكن ذلك اللاعب (الأسطوري)، وأنا هنا أحدد فترة تواجده مع فريق الاتحاد، فقد كان حينها (أسطورة) لا تتكرر .. وبالمناسبة فقد أسماه الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - بسعيد عقاب بدلاً عن سعيد غراب بعد إحدى المباريات التي شاهدها الفقيد الراحل ولفت نظره اللاعب سعيد غراب.

لذا فلقب (أسطورة) إذا أردنا تخصيصها للاعب واحد فقط فهي لسعيد غراب الاتحاد دون شك.

نبضات!!

* متعة وأي متعة التي نعيشها هذه الأيام مع بطولة الأمم الأوربية بالنمسا وسويسرا، وزاد من متعتها النقل التلفزيوني الرائع والتحليل الذي يقوم به خبراء كرة قدم حقيقيون من عرب وأجانب، فأصبحنا نحرص كل ليلة على التسمُّر أمام الشاشة (البرتقالية) لقناة الجزيرة المتميزة في هذه البطولة المميّزة!!

* المدرب فليب لويس سكولاري، أصبح الآن وبعد خروج البرتغال من البطولة، مدرباً للفريق اللندني (تشلسي)، إضافة لوجود لاعبي المفضل الألماني بلاك في ذلك الفريق، غير ميولي (الشلسوية) كل تلك الأسباب تجعلني متابعاً لمباريات الفرق الشلساوية بقوة أينما تكون مستقبلاً إن شاء الله!!

* هناك أنباء عن قيمة عقد المدرب سكولاري مع شلسي أنه بلغ 35 مليون يورو لمدة خمس سنوات، ويعني أنّ المبلغ بالريال السعودي سيبلغ 175 مليون ريال وهذا ما لا أعتقده، فالمبلغ مبالغ فيه بصورة كبيرة، وإذا كان صحيحاً فتلك كارثة حقيقية في عالم كرة القدم!!

* التضخم المالي لكل ما يتعلق بكرة القدم أصابنا في مقتل هنا في المملكة، فأصبحت مطالبة اللاعبين المحليين تبلغ عشرات الملايين، وأجزم يقيناً أنه ليس هناك من يستحق أكثر من خمسة ملايين لعقد مدته خمس سنوات، بحيث يقسم المبلغ على السنوات الخمس، إضافة لاستقطاع الراتب والبدلات من المبلغ نفسه، أما غير ذلك فيعتبر وبكل القياسات هدراً مالياً غير مبرر!!

* كنت من أسعد الناس وأنا أرى تكريم اللاعب أحمد جميل، وننتظر مهرجان اعتزال يليق به لا يقل عن مهرجاني سامي الجابر وماجد عبد الله!! ويستاهل أبو ميمون فهو ابن النادي وأحق بالتكريم من حمزة إدريس أو غيره ممن التحقوا بالاتحاد في ظل الاحتراف من أندية أخرى!!

نبضة

اشتقنا حقيقة ل(صدى) الكاتب الكبير عبيد الضلع خاصة والحالة الرياضية في حائل مغرية للكتابة عنها .. وعسى صدى كلامي هذا يصل لأخينا وحبيبنا عبيد الضلع فيمطرنا بمقالاته الممتعة لا حرمنا الله منه ولا منها!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6891 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد