Al Jazirah NewsPaper Monday  23/06/2008 G Issue 13052
الأثنين 19 جمادىالآخرة 1429   العدد  13052
عذاريب
رياضتنا والإدارة الوسطى
عبد الله العجلان

من يمعن النظر جيداً في آراء وتصريحات ومبادرات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز أمير الشباب ووجه سعد الرياضة السعودية، ومن يقرأ ويفهم ويتفهم قرارات وتوصيات الاجتماع الأخير لاتحاد الكرة.. سيجد أن هناك اهتماماً من سموه ورغبة جادة وحقيقية في الارتقاء بالكرة والرياضة عموماً.. والدخول في دوري المحترفين الآسيوي ضمن التصنيف الأول دليل على قناعة الاتحاد الآسيوي بقدرة وتأهيل وأهمية الكرة السعودية، وعلى أنها تحظى بدعم رسمي ومتابعة دقيقة ومباشرة من سمو الأمير سلطان وسمو نائبه نواف بن فيصل..

في المقابل وإزاء كل هذا الاهتمام من القيادة الرياضية، ولتحقيق هدف التطور والنهوض بالممارسة الإدارية والإشرافية، يبرز دور الأجهزة واللجان والاتحادات في أداء واجباتها الوظيفية ومسؤولياتها الوطنية، والتي تمثّل المحرك والقلب النابض والمصدر القوي في رسم وصياغة القرارات والبرامج ومختلف التوجهات والسياسات الإجرائية والتنظيمية على مستوى الأفراد والأندية والمنتخبات..

يا كل الإدارات واللجان والاتحادات كونوا بمستوى ثقة وتطلع وطموح الأمير سلطان بن فهد والوطن بأكمله.. لديكم القدرة والإمكانية والحرية في الفعل بإخلاص والتفاعل بإرادة ومثابرة، وصولاً إلى رياضة متألقة ومنضبطة ولائقة بوطن الخير والعز والشموخ.

الأخضر أكبر من الجوهر

كنت وما زلت مقتنعاً بأن قرارات الاختيار والإلغاء والاستمرار للمدرب أو اللاعب هي من اختصاص الجهة الإدارية المسؤولة عن هذا الأمر سواء في النادي أو المنتخب، لأنها وحدها المعنية وتتحمّل أكثر من غيرها تبعات ونتائج قراراتها سلبية كانت أو إيجابية..

حالياً وفيما يخص منتخبنا الوطني الأول كثر الحديث عن المدرب السعودي ناصر الجوهر، وانقسم المنظّرون بين مؤيِّد لاستمراره مدرباً للأخضر في المرحلة المقبلة الحاسمة والمؤهلة لمونديال 2010م، وبين معارض يرى أن التصفيات الآسيوية بأهميتها وقوتها أكبر من إمكانات ومؤهلات المدرب الخلوق الجوهر.. وفي الحالتين كل يقدّم مبررات وتفسيرات منطقية تدعم موقفه المؤيِّد أو المعارض..

بالنسبة لي أعود لما قلته بأنني لا أميل لمثل هذه التدخلات المباشرة في هكذا قرارات فنية بحتة، ومصيرية حساسة تتعلق بمنتخب بلدي، لكن هذا لا يمنع من إيضاح أننا أمام منعطف تاريخي، يظل فيه المدرب الأساس والفيصل والعنصر المهم في صياغة الأخضر، وحظوظه في التأهل للمونديال للمرة الخامسة على التوالي.. الأمر الذي يجعلنا نتعامل مع هذا القرار وفي هذا التوقيت الصعب والمرحلة الهامة بقياسات علمية ومنهجية أكثر منها عاطفية، واعتماداً على شواهد وتجارب سابقة ومعطيات حاضرة.. وهذه مجتمعة تضع خيار البحث عن مدرب بديل للجوهر وبمواصفات عالمية هو الأنسب والأجدى..

علينا الاعتراف بأن المهمة شاقة والمنافسة شرسة لا تقبل المغامرة، ووجود مدرب له اسمه وشهرته سيدعم الأخضر ويكون إضافة فنية ومعنوية ليس فقط في التصفيات المقبلة، وإنما في المستقبل، وخصوصاً أن منتخبنا ما زال يعاني من الغربلة المستمرة في عناصره وأجهزته الفنية، وعدم استقراره في السنوات الأخيرة من أسباب تراجعه وضياع هويته وخسارته لأكثر من بطولة كانت المفضّلة لديه..

ما زال العرض مستمراً!

كيف يتعاقد نادي النصر مع اللاعب أحمد عباس كمحترف بمبلغ (2.5) مليون ريال لمدة أربع سنوات وهو لا يزال مقيداً في كشوفات اللاعبين الهواة في نادي الطائي؟! وما موقف إدارة النصر فيما لو أصرت إدارة الطائي على تثبيته واستمراره لاعباً هاوياً في كشوفاتها بحسب ما تنص عليه اللوائح واستناداً إلى ما تملكه من أوراق ومستندات واضحة وصريحة تلغي عملية تنسيقية؟! وأين اللجان والجهات المختصة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد الكرة مما يجري من تجاوزات ومخالفات فاضحة لأنظمتها وقراراتها، وخصوصاً وقد بدأت تظهر تباعاً اتفاقيات مشابهة بين رئيس الطائي السابق ولاعبين هواة آخرين تتضمن نفس البنود والتسهيلات الموجودة في الاتفاقية الغريبة مع عباس؟!

في الأسبوع الماضي كتبت عن العقوبة المغيبة في قضية عبد الملك الخيبري، وعن فداحة التمادي في خرق الأنظمة والتلاعب بحقوق الآخرين.. واليوم تتكرر بمضامين وأسباب وأدوات أكثر خطورة في مسألة أحمد عباس، حيث تقف اللوائح والحقائق في صف الطائي، بينما الأحداث والوقائع على الأرض تشير إلى عكس ذلك تماماً، وإلى أن صاحب الحق هو المتضرر مادياً وفنياً.. وحتى لو كانت لدى اللاعب اتفاقية مع الرئيس السابق فهي في النهاية غير نظامية، ولا تجيز للنصر التعاقد معه، مثلما لا تفرض على إدارة الطائي الحالية تنسيقه دون أن يكون لها رأي أو قرار أو رغبة في ذلك.. وبالتالي لا بد من التدخل واتخاذ مواقف حازمة من قبل الجهات ذات العلاقة سواء في الرئاسة أو اتحاد الكرة حيال تطبيق الأنظمة على الجميع دون استثناءات، وحماية حقوق الأندية والمحافظة على مكتسباتها، وكذلك ضبط وتنظيم ومراقبة إجراءات انتقال اللاعبين بطريقة منصفة وعادلة ونابعة من اللوائح والقوانين، بدلاً من تركها للأهواء ولكل من أراد أن يتصرف على كيفه ويقرر بمزاجه..!

وداعاً (أبو عبد الله)

بهدوء رحل الشيخ والأديب والمربي الفاضل عبد الرحمن بن عبد الله الملق رحمه الله، هو ذاته الهدوء الذي عاش فيه (أبو عبد الله) زاهداً في الشهرة والأضواء، حتى بات بعيداً عن الصخب وعن معلقات الثناء وضجيج الإطراء.. على الرغم من سيرته العطرة الناصعة، وأياديه الكريمة الممتدة سخاء وحباً وعطاءً لحائل على مدى عقود طويلة حافلة..

أبو عبد الله المبدع في علمه ومعرفته وتواضعه، خدم بوفاء وتفان وإخلاص في مجالات التربية والتعليم والأدب والثقافة والشباب والرياضة، شاعر فذ ومختلف، مؤرّخ وراصد منصف ونزيه، دعم وساهم في بدايات وتأسيس نادي الطائي.. أسأل المولى القدير أن يتغمده برحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جناته ويلهمنا وأهله وأقاربه ومحبيه الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

***

* بداية موفّقة وتحركات واسعة ونشطة لإدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد.

* يظل الأستاذ سعود العبد العزيز من أبرز وأهم وأفضل الشخصيات الرياضية السعودية خلقاً وفكراً وإدارة..

* سيبقى الاتحاد في إشكالية مستمرة ومتفاقمة طالما استمرت الحروب والصراعات بين أعضاء شرفه.

* قرار تشكيل لجنة لمراقبة ومتابعة العقود الاستثمارية سيكون لصالح الأندية، وخطوة جريئة وضرورية لمنع أية محاولة للتلاعب بمواردها..!

* كان الله في عون إدارة الطائي الجديدة وهي تواجه الكثير من المخالفات والكوارث المالية والإدارية.

* احتكار (الجزيرة الرياضية) لبعض مباريات المنتخب ونقلها فضائياً للجماهير السعودية بدون تشفير رسالة معبِّرة وقوية وذكية موجهة للقناة المنافسة..!



abajlan@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5297 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد