إهداء: إليك أيها الصحابي الجليل.. |
إلى من احتضنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورعاه وأكرمه وقدّمه، وأخذ بيده ليؤذن فوق الكعبة يوم الفتح الأكبر ودخوله الحرم المكي الشريف، إليك أيها الصحابي الجليل الذي علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بك وبحبك ومعاملتك ألاّ فرق بين عربي وأعجمي ولا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى. |
إليك سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه، يا من بشّره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، بل روي عنه أنه سمع طقطقة نعليه في الجنة بين يديه الكريمتين. إليك يا من دعاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليؤذن في الناس يوم دخوله بيت المقدس، فامتثل لأمر أمير المؤمنين وهو الشيخ الذي بلغ من الكبر عتيّا، إليك يا من رفع الأذان في المسجد الأقصى حتى أجهش الخليفة عمر بالبكاء يسابق صوت بلال، ويجهش المسلمون بالبكاء وهم يتذكرون قول النبي صلى الله عليه وسلم (أرحنا بها يا بلال). |
إليك يا من ظلّ يردد وهو على فراش الموت بداره في دمشق: |
(وافرحتاه، غداً نلقى الأحبة محمدا وصحبه) |
إليك سيّدنا بلال، أهدي كتابي هذا. |
بهذه المقدمة المفعمة بالحب، والمشاعر المتدفقة، والأسلوب السلس المنساب، قدم معالي د. محمد عبده يماني لكتابه المهم الذي تضمّن القصة الكاملة لحياة المسلمين السود في أمريكا بعنوان (المسلمون السود في أمريكا - القصة الكاملة) وإني لأشكر مقدما الدكتور محمداً على أن أتاح لي فرصة الاطلاع على هذا الكتاب المتميز بإهدائي نسخة منه، فتحت أمامي مغلق المعلومات ورسمت أدق اللوحات، عن أولئك البشر الذي ذاقوا من تسلُّط الرجل الأوروبي الأبيض أشدّ الويلات. |
تحدث د. محمد عبده يماني في كتابه الذي تجاوزت صفحاته الأربعمائة عن سكان أمريكا الأصليين، وأصولهم، ومن هم وعن دخول الإسلام والمسلمين إلى تلك البلاد، وعن (الأفرو أميريكانز) وأصولهم وجذورهم، وعن المسلمين الأوائل في أمريكا الشمالية، كما تحدث بالتفصيل في باب مستقل عن الحركات المناهضة للرق في الولايات المتحدة، والحركات المنظمة للأفارقة الأمريكان في القرن العشرين، وعن حركة أمة الإسلام وما سبقها من الأوضاع، واستعرض حياة (مالكولم إكس) منذ بدايتها حتى بزغ نجمه وعن علاقته ب(كاسيوس كلاي) الذي حمل اسم (محمد علي كلاي) بعد إسلامه، مصوراً نهاية مالكولم إكس باغتياله، بعد تفاقم الخلاف بينه وبين أليجا محمد، وبعد أن تبنّى قيام اتحاد أو مظلة لجميع الأفارقة والمنحدرين من أصول أفريقية، وأعلنها صريحة أنه سيقوم برفع شكوى ضد الولايات المتحدة لدى هيئة الأمم لانتهاكها حقوق الإنسان وإنكارها على الأمريكيين السود حقوقهم الدستورية بصفتهم مواطنين أمريكيين، لقد قتل الرجل وهو على المنصة لإلقاء محاضرة في صورة مؤلمة وصفها الدكتور محمد وصفا دقيقا في كتابه. |
|
|
مفاتيح شرٍّ يستطيبون فعله |
وإن خفَّضوا أصواتهم وألانوا |
|