«الجزيرة» - أحمد القرني
وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بعلاج طفلة عمرها تسعة أشهر في مدينة الملك فهد الطبية مؤخراً، ولدت بتشوه خلقي في المريء، ونجح الفريق الطبي في إعادة المريء إلى وضعه الطبيعي في الصدر وإطالته ومن ثم إيصاله بواسطة المنظار وتمكنت الطفلة لأول مرة بعد ولادتها من تناول الحليب والأكل والشرب طبيعياً عن طريق الفم ،وتعد هذه العملية نادرة عالميا ونجاحها سيتيح لجراحي الأطفال خياراً أفضل من استبدال المريء بالقولون أو المعدة.
وأكد الدكتور عبدالله بن سليمان العمرو المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية أن نجاح هذه العملية جاء بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بوجود فريق طبي متكامل على قدر عال من التخصص الدقيق والخبرة إضافة إلى التجهيزات والإمكانيات المتوفرة في مدينة الملك فهد الطبية. وأضاف العمرو أن هذه الإمكانيات هي نتيجة ثمار الدعم الذي يحظى به القطاع الصحي في المملكة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإنسانية وسمو ولي عهده الأمين، ومتابعة ودعم معالي وزير الصحة مبينا أن إجراء ونجاح مثل هذه العمليات يتطلب وجود مراكز طبية متخصصة وهذا هو الهدف الرئيسي من تشغيل مدينة الملك فهد الطبية بأن تكون مدينة تخصصية مرجعية تقدم خدمات طبية تخصصية وفقا للمعايير العالمية وهذا التوجه جاء وفقا لمتطلبات وضع القطاع الصحي في المملكة خاصة في ظل ارتفاع الإصابة بأمراض يتطلب علاجها مراكز متخصصة مثل أمراض القلب وأمراض الدم والأورام وإمراض السكر وارتفاع نسبة الإصابة بالجلطات الدماغية.
من جانبه، قال الدكتور عائض القحطاني رئيس الفريق الجراحي استشاري جراحة الأطفال في مدينة الملك فهد الطبية وجامعة الملك سعود، إن الطفلة ولدت بتشوه في المرئ وتم إجراء عملية لها قبل دخولها لمدينة الملك فهد الطبية، تعذر معها معالجة التشوه مما أجبر الفريق الطبي المعالج إلى إخراج الجزء العلوي من المريء إلى الرقبة.
وتابع القحطاني: عند وصول الطفلة إلى مدينة الملك فهد الطبية تم إجراء الفحوصات اللازمة لها وتشكيل فريق طبي لدراسة الحالة وبعد الاطلاع على نتائج الفحوصات التي أجريت والتجهيزات اللازمة والإمكانيات التي يمتلكها الفريق الطبي السعودي وخبرته السابقة في مجال معالجة تشوهات المريء بواسطة المنظار وكذلك في طريقة إطالة المريء والتي سبق وأن قدمت في المؤتمرات العالمية وتم نشرها في المجلات العلمية، استطاع بفضل الله أولا ثم بوجود الفريق الطبي المتكامل والإمكانيات والتجهيزات اللازمة إجراء العملية بنجاح وإعادة المريء من الرقبة إلى التجويف الصدري بواسطة المنظار كمرحلة أولى، وتمت إطالة المريء على مدى سبعة أيام، بعدها استؤنفت المرحلة الثانية من العملية بالدخول إلى التجويف الصدري مرة أخرى بواسطة المنظار وإيصال جزئي المريء مع بعضهما بعد إطالتهما.
وأكد رئيس الفريق الجراحي أن هذه العلمية تعد من العمليات النادرة عالميا وذلك للإمكانيات التي يتطلبها إجراء مثل هذه العمليات من توفر فريق طبي وجراحي متكامل يملك الخبرة والتخصص الدقيق، إضافة إلى الإمكانيات الطبية الأخرى، مشيرا إلى توفر هذه الإمكانيات في مدينة الملك فهد الطبية.