اليوم .. هناك أكثر من صنف للزواج.. تعددت أصناف الزواج إلى عدة أصناف كلكم تعرفونها.. منها ما ذكرها مجمع الفقه الإسلامي في أحد اجتماعاته قبل عام وذكر حكمها.. ومنها ما هو شائع ومنتشر في مجتمعنا وغيره من المجتمعات الأخرى.. لكن مجتمعنا.. شهد أصنافاً جديدة في السنوات الأخيرة.. ولعل أبرزها.. زواج المسيار الذي انتشر مؤخراً بشكل لافت للنظر.. وكثرت معه المشكلات الاجتماعية.
** وزواج المسيار أجازه بعض العلماء.. ثم عادوا عن الجواز إلى المنع.. فيما أصدر عدد من الفقهاء بيانات أو فتاوى لاحقة تحرم هذا الصنف من الزواج.. لأنه قائم على التحايل والمخادعة والاختلاس.. وليس زواجاً قائماً على الصدق وحسن العشرة.
** فالزواج.. له قدر.. وله مكانة في الإسلام.. ونزلت به آيات من كتاب الله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا}واقترن الزواج بآيات عظيمة وردت في نفس الآية.. تعكس عظمة الزواج وأهميته في الإسلام وخطورته ومدى ما يترتب عليه.
** أعود وأقول.. على رأس هذه الزيجات المحدثة.. زواج المسيار.. وهو زواج خطير للغاية.. قد يقود المجتمع إلى مشكلات عدة؛ أبرزها حصول أبناء ثم إنكار هؤلاء الأبناء فقط في بعض حالاته.. ليس هناك ما يثبته.. ثم إن الرجل.. أقدم على هذا الزواج (خلسة).
وبدون أدنى استعداد لقبول أي شيء سوى تقطيع الوقت (خلسة) فقط وهو كما بيَّن الفقهاء.. ضد مسؤوليات الزواج.. وضد الاستقرار الزوجي.. ولا يتضمن هذا الزواج أي حقوق للمسكينة الزوجة.. ولا يضمن لها أي شيء سوى أنها قبلت بأنها زوجة.. فلا مهر.. ولا حقوق ولا حق في أي شيء سوى القبول بالزواج كزوجة بعد مسيار (السّنَافي) أو (النشمي) لها.
** بمعنى.. أنه زواج عبثي كما قال بعض الفقهاء.. وزواج القصد منه.. التسلي والتلهي وتقطيع الوقت.. وإمضاء الوقت مع هذه المسكينة دون أن يكون من حقها أن تنجب أو يكون لها حقوق كسائر الزوجات.. بمعنى.. أن هذا الزواج ضد حقوق المرأة وإهدار لكرامتها.. ومسخ لشخصيتها كامرأة.. وتشويه لصورة الإسلام.
** فالزوج.. يتسلل لها خلسة متى فرغ.. ومتى انشغلت أم العيال أو ارتبطت بأي شكل يجعله بعيداً عن عينيها.. وهو يدرك في دواخله.. أنه ارتكب خطأ فادحاً وأساء لنفسه وأولاده وزوجته.. ولهذه المسكينة بهذا التصرف الخاطئ.
** ليكن شجاعاً ويعلن زواجه ويحفظ حقوق المسكينة ويرتب زواجاً شرعياً صحيحاً.. له حقوق وعليه واجبات.. ولكن أكثر الرجال.. يريد الزواج والتلهي والعبث وهو (جبان) و(ذروق) ضعيف الشخصية أو هو يدرك أنه غير محتاج للزواج ولكن.. كثرت فلوسه أو كثر فراغه فأراد أن يشغله بزواج من هذا الجنس.
** في هذا الزمن.. انتشر بالفعل أكثر من صنف من أصناف الزواج عددها الفقهاء.. ولكها زيجات خاطئة تضر بالزوجة.. منها الزواج العرفي.. والزواج بنية الطلاق.. وزواج المتعة وزواج المسفار.. وزواج المصلحة وأصناف أخرى مشابهة.. والضحية فيها دوماً.. المرأة المسكينة.. التي ضيعتها هذه الأصناف من الزيجات وضيَّعت حقوقها.. وأساءت لها.
** إن الزواج يترتب عليه حقوق وواجبات والتزامات وحسن عشرة وأولاد واستقرار وبناء أسرة.. ومودة ورحمة بين الزوجين.. فالزواج في الإسلام ليس زواج تمتع ولهو وعبث.. حتى لو وافقت المرأة على كل هذا.. وحتى لو تنازلت عن كل حقوقها.. فالمسكينة في زواج المسيار لا حق لها في المبيت ولا في القسمة ولا في النفقة ولا في المهر ولا في أي شيء.. حتى لو مات الزوج وهي على ذمته.. فلا حق لها في الميراث.. وهي التي صبرت عليه وعلى (غَثاَهْ) ربما سنين.. وصبرت على شروطه القاسية.. وصبرت على هدم شخصيتها وضياع حقوقها..
** فكيف تعدَّدت أصناف الزواج في السنوات الأخيرة؟
وكيف كثرت هذه الأصناف؟!
** لست متخصصاً، وهذه وجهة نظري في ضوء مطالعات بين الكتب ومشاهدات سريعة لما يجري، وهي قابلة للتعليق من قبل المختصين من العلماء الأفاضل، وإن تبين لي خلاف ما ذكرت من الناحية الشرعية فسوف أملك الشجاعة للتراجع عن آرائي كلها أو بعضها بحسب ما يقوله الشرع.