متابعة وتصوير - عبدالله الحصان
داهمت وزارة التجارة أمس بصحبة عدد من الدوريات وبمرافقة (الجزيرة) عدداً من مواقع بيع الشعير في الرياض وتحديداً سوق الجنادرية للوقوف على آخر مستجدات أسعار الشعير والتي أسفرت عن ضبط مخالفات بالزيادة في أسعار كافة أنواع الشعير وتم القبض على عدد من العمالة المتخلفة وتوقيع مخالفات على البعض الآخر واستدعاؤهم للتحقيق في الوزارة.
كما تم القبض على عدد من المخالفين لأنظمة الإقامة حيث لاذ الكثيرون منهم بالفرار بمجرد وصول الدوريات.
وأرجع عدد من باعة وموزعي الشعير ارتفاع أسعاره للموردين الذين يرفعون الأسعار بين ليلة وضحاها واستعرض بعضهم لمندوب الوزارة عينات من الفواتير التي تؤكد حقيقة حديثهم والتي تتراوح ما بين 23 إلى 24 ريالاً.
وقال عدد من المستهلكين ل(الجزيرة): إن مشكلة بيع الشعير بدأت منذ أول دعم للشعير والذي كانت قيمته 500 ريال للطن حيث كانت تتراوح في تلك الفترة ما بين 40 إلى 50 ريالاً للطن وبعد أن تم دعم الطن 700 ريال بدأت الأسعار بالانخفاض إلى أن وصلت إلى 21 ريالاً قبل أسبوع وهو السعر المستهدف.
وأضافوا فوجئنا بعدها بارتفاع السعر إلى 32 ريالاً خلال الأسبوع الحالي وصاحب هذا الارتفاع إشاعة بأن الموردين في الموانئ يقولون: إن الشعير غير متوفر مما حدا بنا للشراء بكميات كبيرة وبأسعار تصل إلى 30 ريالاً بسبب خوفنا من نقص الشعير، مؤكدين أن العمالة الأجنبية تقوم حالياً باستغلال المتغيرات التي تطرأ بسوق الشعير وتتلاعب بالأسعار حيث إنها تقوم بإحضار الشعير من ميناء جدة والمنطقة الشرقية وعندما تقوم ببيعه في سوق الرياض تتحكم في أسعاره.
وطالب المستهلكون الجهات المعنية بتكثيف جهودها للسيطرة على الوضع لأن الأسعار الراهنة ستجعل الكثير من مربي الماشية يعزفون عن تربيتها والتوجه لمجالات أخرى.
من جانبه قال شيخ سوق الإبل جابر آل تميم للجزيرة: بعد هذه الأزمة قمنا كمستهلكين باللجوء إلى أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي تقبل دعوانا وتفهم معاناتنا وحولنا لإدارة الخدمات بالإمارة ومن ثم إلى وزارة التجارة التي استقبلتنا بالترحيب وقامت بتكليف مندوب لزيارة مواقع البيع والوقوف على آخر المستجدات فيه.
واستغرب ابن تميم هذه الارتفاعات الخيالية بسعر الشعير على الرغم من أن سعره عالمياً لا يتجاوز 400 دولار للطن كما أن الدولة دفعت ثمنه للمستورد ولكن المستوردين والموزعين مازالوا يتلاعبون.
وتعيد الأزمة الجديدة في أسعار الشعير الذاكرة إلى توجه مربي الماشية إلى شراء الدقيق لاستخدامه كعلف بدلاً عن الشعير لتعود أزمة الخبز من جديد وذلك لرخص قيمة الدقيق مقارنة بالشعير الذي يشهد متغيرات وأزمات كثيرة مؤخراً.
وشهد سعر الشعير خلال الفترة القليلة الماضية تقلبات وتذبذبات واسعة فبعد أن كان سعر الكيس لا يتجاوز 18 ريالاً في بعض مناطق المملكة بات يقرب الـ 32 ريالاً في فترة لا تتجاوز الأسبوع ويبلغ سعر كيس الشعير زنة 50 كيلواً أسترالياً 28 ريالاً والأوروبي 27 ريالاً والمضغوط 26 ريالاً، غير أن هذه الأسعار تختلف من مكان لآخر على حسب الموزع والهامش الربحي الذي يرغب به.