عرض وتقديم - أحمد عزو

استوقفني عملان إلكترونيان ثقافيان تراثيان، وجدت من الضروري التنويه عنهما لتعم الفائدة لكل مثقف وباحث ودارس..

العمل الأول كان في الشبكة العنكبوتية التي تطالعنا كل يوم بالجديد، لكن القليل من هذا الجديد ما يستحق الالتفات إليه والوقوف عنده، ومما استوقفني في هذه الشبكة هو موقع ثقافي تراثي يصدر من الإمارات العربية المتحدة ومن (أبو ظبي) تحديداً، وهو (الوراق) ورابطه: www.alwaraq.net

المشرف العام على الموقع الأستاذ الشاعر محمد أحمد السويدي ومعه مجموعة كبيرة من الباحثين في التراث واللغة والشعر والأدب مثل الأستاذ زهير ظاظا والأستاذة ضياء العلي، ودكاترة جامعات وأساتذة لهم بصماتهم في خدمة التراث.

ومما يلاحظ على الموقع ذلك التنوع في المشارب، فمن مكتبة القرآن الكريم إلى الكتب بشقيها التراثي والمحقق، إلى موسوعة الصور، إلى المكتبة السمعية البصرية، وصولاً إلى مجالس الوراق التي تضم نخبة من الأساتذة من جميع أنحاء الوطن العربي، فنجد كل يوم شيئاً جديداً في الأدب العربي واللغة والتاريخ والجغرافية والطب وحتى في التراث العالمي. وبجميع ذلك يقدم الموقع خدمات جليلة للتراث والثقافة وما يمتّ إليهما من روافد.

ويتيح الموقع للمتصفح إضافة تعليقه على الموضوعات وعلى الكتب مما يثري النقاش ويجعل منه موقعاً حيوياً بعيداً عن الجمود، ليصبح أكثر ديناميكية، لكنها ديناميكية مؤطرة بقوانين أخلاقية يأبى أي مشترك فيها الخروج عن ذلك الإطار.

أما العمل الآخر فهو (الموسوعة الشعرية) الإلكترونية، الصادرة عن المجمع الثقافي في أبو ظبي أيضا وهي تنهل من المصدر نفسه الذي نهل منه موقع (الوراق)، وبدأ العمل فيها عام 1997 وجار تحديثها بشكل مستمر بإصدارات جديدة، ويشرف عليها أيضا الأستاذ السويدي، وقد كان لهذا العمل قصب السبق في إصدار موسوعي على قرص ممغنط، وقد وصلت شهرتها جميع أنحاء الوطن العربي وتضم مئات الكتب الأدبية والتاريخية والسير والتراجم، بالإضافة إلى دواوين وأشعار جميع الشعراء العرب منذ العصر الجاهلي وحتى عصرنا الحاضر وبتصنيف فريد لكل عصر من العصور، مع إمكانية البحث عن أي شاعر أو أي بيت شعري أو أي كلمة في جميع الموسوعة، وهي تحتوي على نحو (2.500.000) بيت شعري، ونحو (2500) شاعر، ومما زادها فائدة وجود أهم المعاجم العربية وبالإمكان البحث عن أي جذر لغوي في أي معجم.

ولم ينس القائمون على الموسوعة الملفات الصوتية؛ فإننا نستمع إلى المعلقات مثلاً بأصوات محترفة في الإلقاء الشعري، مع شرح كامل لبحور الشعر، وغير ذلك من الفوائد.

وأخيراً فإن هاتين المادتين (الوراق والموسوعة) لا يستغني عنهما الباحثون في الأدب العربي والتاريخ والتراث وسير الأعلام، وكذلك اللغويون وطلاب العلم ومن يعملون بهذا المجال على مختلف تخصصاتهم.