ليسوا أولئك الذين يرسبون في أوراق الاختبارات المدرسية...
فالفشل هنا مؤشر للخبرة المعرفية التي تلقوها ما إذا كانت تتفق وقدراتهم أم تفوق.. وما إذا نقلها لهم ذو مهارة أو غير ذي مهارة، وما إذا تهيأت لها السبل عندما قدمت لهم أو لم تتهيأ.. وأخيرا ما إذا كان تقويمها بأسلوب علمي صحيح يراعي كل الفروق والموازنات والزمن والمستويات... ؟
وحيث توضع الحلول يمكن لهؤلاء القفز إلى مراتب النجاح قفزات قد تجعلهم في مكان يتطلعون للطريق فإذا يمتد كحبل رهيف تحت أبعاد النظر.
وليسوا أولئك المكابدين من أجل العيش ...
حيث الطيور الجارحة تلتقط خاطفة من أيديهم أرغفتهم قبل أن تصل لأفواههم...
ولا أولئك الحاملين أوعيتهم على رؤوسهم متجهين للآبار والنبع ...
ليستقوا القطرة ترويهم وتغسلهم وترطب جفافهم فيقطع عليهم الطريق من يسرق أوعيتهم ويقطع الدلاء... ولا أولئك الزارعين الذين يوم حصادهم تصطف أمامهم دروع الريح والحريق...
وتمتد لهم أيد ملوثة بالسرقات.
المنهزمون هم أولئك الذين يتركون للريح أن تدمر حصادهم ...
وللهدر أن يضيع أعمارهم... وللشر أن يقتات نجاحهم..
وللنهم أن يبدد مياههم...
أولئك الذين لا يحصِّنون قلوبهم فتسود...
ولا يحمون عقولهم فتظلم...
ولا يتسيدون ألسنتهم فلا تنطق ...
من يهربون من الشمس...
ويتوارون خلف الأسوار...
وتصطك أسنانهم خوفا من الذئاب.
المنهزمون هم أناس لا يعرفون وجها للقادم ...
ولا يرسمون صفحة للخطوة ...
ولا يحملون فانوسا في عتمة...
أو يوقدون نارا لبرد...
القلوب مصدر هزيمتهم والعقل مأوى هزائمهم...
أولئك المنهزمون.