Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/06/2008 G Issue 13051
الأحد 18 جمادىالآخرة 1429   العدد  13051
رعى حفل تخريج خريجي جامعة نايف للعلوم الأمنية.. وزير الداخلية:
الأجهزة الأمنية في المملكة لم تتمكن من القضاء على القاعدة

الرياض- حمود الوادي- واس

رأى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية أن الإعلام ما زال متأخرا عن خدمة الأمن العربي رغم أن وزراء الداخلية والإعلام العرب سبق أن اتفقوا خلال مؤتمر على التنسيق والتعاون بين المجلسين لمواجهة الظواهر السلبية.

وقال سموه في مؤتمر صحفي عقده في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مساء أمس (المفروض من الإعلام أن يقدم الحقائق ويقولها، لكني أرى الاستعجال أو النشاط في السلبيات التي تحدث أكثر بكثير من الاهتمام بالإيجابيات مع أنها كثيرة والنجاحات كثيرة في كل وطننا العربي، فأرجو خدمة للرأي العام العربي والدولي أن يجتهد رجال الإعلام في الوصول إلى الحقائق وتقديمها كما هي للرأي العام).

وعن مدى تقييمه لمستوى تعامل الإعلام المحلي مع قضايا الإرهاب، قال سموه (أنا أعتقد أنه ينسحب على الإعلام السعودي ما قلت قبل قليل لأني أرى أنه عندما يكون هناك حادث ولو كان حادثا عاديا مثل تصادم كأحداث طبيعية، تعطي بروزا كثيرا حتى توضع في الصفحات الأولى بينما حينما يأتي أمر هو عمل إيجابي وعمل مفيد لا تجده إلا في الصفحات الداخلية أو ينشر مرة واحدة ولا نجد من يعلق عليه أو يبرزه). وأوضح سموه أن وزارة الداخلية هيأت متحدثين في جميع أجهزة الأمن، ومتحدثا واحدا عن وزارة الداخلية والأمن، وأضاف (ليس لوسائل الإعلام العذر في أن يأخذوا الحوادث كما هي ويطرحوها للرأي العام وألا يعطوا بعض الحوادث أهمية أكثر مما تستحق). وعن رأيه في معالجة ذلك الخلل، قال سموه (الخلل إن وجد فهو في أجهزة الإعلام وعليهم أن يراجعوا هذه الأمور وأن يصححوا العمل الإعلامي لأنه يوجد رأي عام وقارئ ومستمع يجب أن يحترم ويجب أن يعطوا الحقيقة لأنه إذا لم يخدم الإعلام في هذا المجال فما الفائدة أن يعطي الناس أخبارا ليست بحقيقة ولا يمكن أن يعتمد عليها).

وعن التوقيت الزمني لبدء محاكمة الأشخاص المتورطين في قضايا إرهابية، أجاب سموه: (قريبا إن شاء الله حسب ما علمنا من وزارة العدل أن هذه المحاكم ستبدأ بالنظر في جميع القضايا الموجودة الآن أمامهم والتي انتهى التحقيق والادعاء من إحضارها ليقدمها إلى القضاء). وحول مدى التنسيق مع السلطات اليمنية من خلال تبادل المعلومات وما إلى ذلك أجاب سموه قائلاً: (نحن مستمرون والقنوات نشيطة بيننا وبين أشقائنا ودائما نتعاون على كيفية طرح هذه الأمور للرأي العام بعد أن تتأكد عندنا الحقائق لأن كسب ثقة الرأي العام لا يمكن أن تتأتى إلا بتقديم الحقائق لهم وهذا ما نعمل عليه). وأكد سموه في رده على سؤال حول اعتقال المملكة لبحرينيين (أنه لا صحة للمبالغات التي تقال في بعض وكالات الأنباء وفي الإنترنت، منوهاً بالتعاون القائم بين المملكة والبحرين). وقال سموه (التعاون مع الأشقاء في البحرين هو أمر مستمر ولا يستبعد أن يوقف سعودي في البحرين أو يوقف بحريني في السعودية ولكننا نعمل كجهاز واحد). وأضاف (لا تزال الأمور في مجال الاتهام والتحقيقات ستظهر الحقيقة بعدها، ولكن يوجد مبالغة أكثر من اللزوم في هذا الأمر). ورفض سموه القول بأن الأجهزة الأمنية في المملكة تمكنت من القضاء على تنظيم القاعدة في المملكة، وقال (ما زال هناك الشيء الباقي، وقد تتجدد أمور بأشكال مختلفة ولكننا والحمد لله حققنا الشيء الكثير وحققنا بعمل سابق إفشال كثير من الأمور التي كانت مستهدفة). ورأى سمو وزير الداخلية أن الأعمال الإرهابية ما زالت قائمة وموجودة ما دام أن هناك منابع ومصانع للإرهاب، وقال (سيبقى هذا الأمر.. من الذي يعمل؟.. ومن هو وراء هذا العمل؟ هذا شيء آخر لكن لا على المستوى العربي ولا على المستوى الدولي ليس هناك عمل مشترك في تجفيف هذه المنابع ولا بد أن يتحقق).

وعن إهداء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز درجة الدكتوراه الممنوحة له -أيده الله- من الجامعة لرجال الأمن، قال سموه: (هذا الإهداء الحقيقة هو يفسر نفسه وما هو إلا تكريم لرجال الأمن وثقة متجددة لهؤلاء الرجال وهؤلاء لم يؤدوا واجبهم إلا باعتمادهم على الله عز وجل ثم بالدعم المتواصل من سيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد وتأييد الشعب السعودي عموماً لرجال الأمن وجهودهم المباركة الذي يجعلهم دائماً عند حسن الظن بهم إن شاء الله تعالى).وثمن سموه التصريحات الإيجابية التي صدرت من أحد أفراد فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجاه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، سائلاً الله عز وجل أن تكون هذه الجامعة دائماً بهذا المستوى الذي تجد به هذا الاحترام والتقدير من الجهات العلمية ورجال العلم، وقال (إن هذا لا يمكن أن يكتسب إلا بعمل فعلي والجامعة طموحها لا ينتهي ولكنها تتقيد بالأصول العلمية وتتجنب الارتجال وكلما تجد نفسها في مجال تستطيع أن تعمل فيه فلن تتأخر إن شاء الله تعالى).

وكان في استقبال سموه بمقر الحفل معالي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي ومساعد رئيس الجامعة الدكتور جمعان بن رشيد أبا الرقوش وكبار المسؤولين بالجامعة.

ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الكلمة التالية:بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم..

أصحاب السمو.. أصحاب الفضيلة.. أصحاب المعالي.. أصحاب السعادة السفراء.. إخواني الأساتذة في هذه الجامعة.. إخواني الحضور..إخواني وأبنائي الخريجين..إنها لحظة سعيدة بالنسبة لي أن أشارككم هذه الفرحة في هذا المساء المبارك إن شاء الله..

إن الاهتمام بعد الله هو على العلم وهذه الجامعة أنشئت من أجل تخريج جيل عربي متعلم في مجال العلوم الأمنية بشكل خاص، وفي العلوم الأخرى بشكل عام، والحمد لله أنها أنتجت وستنتج وأهم شيء في الحياة هو صناعة الرجال، ولكنها يجب أن تكون صناعة متقنة مفيدة، وهذه مسؤولية إخواني الأساتذة والمدرسين في هذه الجامعة، وهذه أمانة بين أيديهم وعلى كواهلهم أمام الله عز وجل ثم أمام الأمة العربية عموما قيادات وحكومات وشعوب.

إننا إن شاء الله من حقنا أن نتطلع أن يكون خريجو هذه الجامعة من أفضل الخريجين في جامعاتنا العربية، بل نطمح بأن تكون في الجامعات العلمية في العالم كله، ومن حقنا أن نطمح ومن حقنا أن نطلب العلم في أفضل مستوى ومن حقنا أن نواكب العالم في التطور والتقدم والتقنية والعلوم بشكل عام، ماعدا أمراً واحداً وهو أن نحتفظ بفكرنا وتراثنا وعلى رأسها العقيدة الإسلامية، لأنه مهما كان التفكير والسلوك والطباع قد تختلف من أمة إلى أمة، ونحن والحمد لله نفتخر ونتشرف كعرب أن الخالق عز وجل اختار نبيه نبيا عربيا من أشرف بيوت العرب وأنه أنزل القرآن بلسان عربي فهذا شرف لنا كعرب، ولكنه في نفس الوقت مسؤولية، الحمد لله في عقيدتنا وفي أخلاقنا وتراثنا ما يكفينا عن الغير بل علينا أن نسهم في هذا القدرات في المستوى وفي المجال العالمي.لقد شرفت هذه الجامعة قبل فترة قليلة بحضور سيدي خادم الحرمين الشريفين وافتتاحه لمؤتمر رؤساء الجامعات العربية وكان هذا فخرا وشرفا لهذه الجامعة.

وقد تشرفت هذه الجامعة بقرار جهازها العلمي وبموافقة مجلس الإدارة على أن تقدم لخادم الحرمين الشريفين شهادة الدكتوراه شهادة مبنية على حقيقة وهي خدمة الإسلام وخدمة العلم، وكان حفظه الله من أنصار العلم في بلاده وفي البلاد الأخرى.إن هذه الجامعة هي جامعة عربية وفق وزراء الداخلية العرب في إنشائها منذ أن كانت مركزا حتى تحولت إلى كلية ثم أكاديمية ثم إلى جامعة ومن حق وزراء الداخلية العرب أن يفتخروا بهذا ويعتزوا به لأنهم أنجزوا شيئا عمليا يخدم الأمن العربي عموما.

لعلنا نعرف ويمكن إخواني الأساتذة والمفكرين أنه قبل سنوات وقبل هذه الجامعة كانت تخلو المكتبة العربية من أي بحوث علمية أمنية، ولكن والحمد لله هذه الجامعة أثرت في هذا المجال وأصبحت المكتبة العربية تزخر بالبحوث العلمية فضلا عن الرسائل التي يحصل عليها الدارسون بالدكتوراه والماجستير، ويحولونها هذه الشهادات إلى مادة تخدم الأمن في كل مجالاته.

فنحن أيها الإخوة في عصر العلم دائما نؤكد إذا لم نواكب العالم بالعلم والتقنية والتبحر في العلوم سنتأخر، لكن أملنا كبير بأن نكون في المقدمة، نحن نعلق الآمال الكبيرة على جامعاتنا ونعلق الآمال أكثر على شبابنا المتخرج من هذه الجامعات، إن عليكم مسؤوليات كبيرة وكبيرة جدا في الحاضر والمستقبل، كما أنهم في دراستهم لا بد أنهم عرفوا الماضي وعاشوا الحاضر وهيئوا أنفسهم للمستقبل ومن الأخطار والاضطرابات العالمية الكثيرة وقد تكون منطقتنا من أكثر المناطق استهدافا فلذلك يجب أن تكون مسلحة الإيمان بالله عز وجل ثم التسلح العلم بعد ذلك بالإخلاص للوطن والأوطان العربية والعمل على جمع كلمتنا كلمة واحدة لنواجه العالم بقوة إن شاء الله..وإنني في هذا المساء المبارك سعيد بما أرى وأقدم تهنئتي الحارة لكم أيها الخريجون الكرام ولأسركم ولأوطانكم ونرجو أن نجد أثركم في الواقع وإن شاء الله هذا ما سيكون، كما أوجه شكري الكبير لأساتذتكم الذين هم صناع للعقل والفكر وإن شاء الله أنهم أدوا واجبهم في هذا المجال ولا يفوتني أن أشكر جهاز الجامعة العلمي والإداري. وفي مقدمته معالي رئيس الجامعة الأخ الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي وجميع العاملين في الجامعة إلى مناسبات أخرى إن شاء الله دائمة لما فيه خير البلاد والعباد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حضر الحفل عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة والمعالي وأعضاء مجلس إدارة الجامعة وعدد من سفراء الدول العربية لدى المملكة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد