Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/06/2008 G Issue 13051
الأحد 18 جمادىالآخرة 1429   العدد  13051
أضواء
الأدوار الإقليمية لدول المنطقة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

الحديث عن (تكرم) الدول الغربية بإعطاء إيران دوراً إقليمياً من ضمن حزمة الحوافز التي تحاول الدول الغربية إغراء إيران بها لإيقاف برنامجها النووي ووقف تصنيع الأسلحة النووية.

هذا الحديث وتداول مراكز البحث والمعاهد الاستراتيجية المهتمة بالمنطقة للأدوار التي تسعى القوى الدولية والدول في المنطقة لتحقيقها سواء باكتسابها نظير نفوذها الدولي وقواها العسكرية والنووية كالدول الخمس الكبرى، وأمريكا وبريطانيا وفرنسا التي لها وجود قديم في الخليج العربي والشرق الأوسط، في حين تعمل روسيا والصين إلى توسيع وجودها في الخليج والشرق الأوسط من خلال تعزيز علاقتيهما السياسية وإبرام اتفاقيات للتعاون الاقتصادي وحتى العسكري.

وتبرر القوى الكبرى حرصها على الحفاظ وتقوية أدوارها بالمنطقة بحماية مصالحها الاقتصادية والسياسية من خلال توفير الأمن لهذه المصالح سواء بالتواجد العسكري في مياه الخليج العربي أو من خلال القواعد والاتفاقيات العسكرية مع دول المنطقة، ولأمريكا وبريطانيا وجود عسكري وبحري قوي، كما أن فرنسا بدأت هي الأخرى تعمل على إيجاد موطئ قدم لها في إقامة قواعد عسكرية بحرية في الخليج وعلى أطراف المنطقة، كالقواعد العسكرية في جيبوتي والتواجد العسكري ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان.

أما بالنسبة لدول المنطقة، فتقليداً وتاريخياً، تتقاسم القوة والنفوذ في الخليج العربي ثلاثة دول هي المملكة العربية السعودية وإيران والعراق، وبعد غزو العراق واحتلاله من قبل أمريكا وحلفائها فإن دور العراق الإقليمي تراجع مع العلم بأن هذا التراجع لن يستمر طويلاً، كما أن المتغيرات والمقاييس الجديدة لقيم الأدوار الدولية والإقليمية اختلفت معاييرها فلم تعد الأدوار الإقليمية مقتصرة على الدول الكبيرة في عدد سكانها ومساحاتها وثرواتها الاقتصادية.

فالدول التي كان ينظر إليها كدول صغيرة في مساحاتها وعدد سكانها أصبح لها دور.. ودور مؤثر، وفي المنطقة يقيم الدور الإسرائيلي تقييماً عالياً بالرغم من قلة عدد الإسرائيليين وصغر المساحة التي يقيمون فيها، إلا أن قوتهم العسكرية والنووية والدعم السياسي الدولي الممنوح لهم يضخم دورهم الإقليمي ويجعله في المقدمة.

كما أن الطرح الاستراتيجي الجديد الذي تروج له الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بتوسيع منطقة الشرق الأوسط وتطلق عليه ب(الجديد) والتي تتوسع لتضم بالإضافة إلى المنطقة العربية بما فيها شمال أفريقيا ودول الأطراف وهي تركيا وإيران وباكستان، وأفغانستان.

هذا التوسع أدخل لاعبين جدد، وأصبح توزيع وحساب الأدوار الإقليمية في هذه المنطقة يتسع، فبالإضافة إلى المملكة العربية السعودية والعراق ومصر وسوريا في المشرق والجزائر والمغرب في شمال إفريقيا، لا بد من النظر باهتمام وجدية إلى الأدوار المستقبلية لتركيا وباكستان.. وحتى تأثير الهند القريبة من المنطقة.

عموماً التوسع للأدوار الإقليمية في المنطقة يجعل الدراسة الاستراتيجية لكل دولة في الأقاليم الأربعة -إقليم الخليج العربي، والإقليم العربي في المشرق، وإقليم شمال إفريقيا، وإقليم الأطراف (تركيا، إيران، باكستان)- يجعلها ملحة في العصر الحاضر كدراسة استراتيجية تتضمن الأدوار الإقليمية للمنطقة في الأقاليم الأربعة، وأدوار القوى الدولية الكبرى والتي ليس من حقها أن (تمنح) أدواراً إضافية لإحدى دول المنطقة أو تضعف أدواراً أخرى، بل إن الدول من خلال وضعها دراسات علمية متعمقة تصاغ من خلالها خطط استراتيجية تستثمر فيها إمكانياتها وقواها وهي -أي الدول ذات العلاقة- من تضعف أو تضاعف من أدوارها الإقليمية وحتى الدولية.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد