مكتب (الجزيرة) - غزة - رام الله - بلال أبو دقة - رندة أحمد
دخلت التهدئة المتبادلة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل أمس يومها الثالث بهدوء ودون خروقات تذكر وسط ترقب شعبي لسكان قطاع غزة المحاصر منذ عام بانتظار نتائجها. والتزمت الفصائل الفلسطينية بالتهدئة، وامتنعت عن إطلاق أي صاروخ أو قذيفة تجاه المواقع العسكرية والبلدات الإسرائيلية.
في المقابل، اختفت الطائرات الإسرائيلية من الأجواء ولم تسجل عمليات إطلاق نار على امتداد الحدود الفاصلة بين غزة وإسرائيل.
ومن المقرر بموجب اتفاق التهدئة أن تبدأ الدولة الإسرائيلية في فتح المعابر التجارية تدريجياً لنقل البضائع إلى القطاع ابتداء من اليوم الأحد.
وينتظر سكان غزة على أبعد حد فتح المعابر بشكل جزئي حيث أكد عدد من قادة حماس أن اليوم الثالث أو الرابع للتهدئة سيشهد رفع الحصار بشكل تدريجي وفتح المعابر والبدء بإدخال البضائع والسلع الأساسية التي حرم منها قطاع غزة على مدار عام كامل. وفي مفاوضات السلام نفى ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أمس تقارير صحفية عن تحقيق تقدم في مفاوضات السلام الجارية مع إسرائيل، معلناً أن السلطة الفلسطينية بصدد الخروج بموقف حاسم إزاء استمرار هذه المفاوضات.
وفي ملف الاعتقالات أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس أنها وبمشاركة الحملة الشعبية لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني شكلتا لجنة لمتابعة ملف المعتقلين السياسيين من فتح وحماس في الضفة وغزة في إطار تهيئة خطوات استئناف الحوار الوطني الفلسطيني.
ودعا رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسئولها في قطاع غزة إلى استغلال فترة التهدئة للقيام بخطوات تمهيدية لتخفيف (الاحتقان) في المجتمع الفلسطيني.
وفي تداعيات الحوار بين حركتي فتح وحماس أعلن حكمت زيد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وفد حركة فتح إلى قطاع غزة أمس أن سبب إلغاء الوفد اجتماعاً كان مقرراً مع رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية في غزة يعود (لرفض الوفد لقاء هنية بصفته رئيس وزراء).
وقال زيد (إن هنية هو رئيس حكومة مقالة غير شرعية ولا يمكن اللقاء به بهذه الصفة، لذلك رفض وفدنا اللقاء به).
الى ذلك كشفت مصادر مقربة من (حماس) عن أن المفاجأة التي تحدث عنها (مؤخراً) إسماعيل هنية كهدية للحوار مع (فتح) تتمثل في استعداد الحركة لقبول حكومة خبراء وكفاءات (تكنوقراط) أو حكومة مستقلين؛ وأشارت تلك المصادر إلى أن الحركة أبلغت ذلك الأمر للوسطاء (المصريين)، وذلك من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي وتحقيق المصالحة الوطنية.
وسبق أن قال رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية: (إن بطء خطوات الشروع في حوار وطني فلسطيني تعود إلى رغبة الأطراف العربية المعنية في استكشاف الآليات والصيغ التي تضمن نجاح الحوار المنشود، مؤكداً أن حركة حماس (ستفاجئ الجميع عند إطلاق الحوار بلا شروط وعلى قاعدة المصلحة الوطنية).