هل تعلم أن هناك لجنة لا تقل أهمية عن لجنة تتبع وزير الدفاع لتقرر حالة استعدادنا العسكري وسبل رفعه، ولا عن لجنة تتبع وزير الداخلية لتشخص وضعنا الأمني وتصف استراتيجية تعزيزه، إنها لجنة عدد أفرادها لا يتجاوز خمسة أفراد يعملون في المدرسة القريبة من منزلك. هذه اللجنة هي التي تقرر فيما إذا كان ابنك قد امتلك وأتقن الحد الأدنى من المهارات التعليمية التي يراد له أن يتعلمها في مدرسته. وعندما تقرر تلك اللجنة أن ابنك قد أتقن تعلم تلك المهارات فسوف تتخذ قرارا بترقيته إلى صف دراسي أعلى.
الخطورة في عمل هذه اللجنة تظهر عندما لا تؤدي عملها بالاحترافية التربوية المطلوبة، ويتمثل ذلك تحديدا في دفعها بطلاب مهلهلين ومتهالكين في مهاراتهم وقدراتهم التعليمية إلى مستويات دراسية أعلى لنفاجأ نحن في التعليم العالي أو في مراكز التدريب والتعليم الوطنية بقدوم أرباع وأثمان متعلمين تنقصهم أبسط المهارات التعليمية.
يقف خلف هذه اللجنة معلم له الدور الأبرز في تقرير ترقية الطالب، وإذا لم يكن هذا المعلم متمكنا في تشخيص ومعالجة الضعف المهاري لدى الطلاب فسوف يضر وطنه بمتعلمين غير مؤهلين وغير مهيئين للمشاركة في برامج التنمية الوطنية. إنه تحدٍّ جديد تواجهه مؤسسات إعداد وتدريب المعلم.