في قضية اللاعب عبدالملك الخيبري وأنا أتابع فصولها المثيرة عدت بذاكرتي قليلاً إلى الوراء.. وبالتحديد عند القضية الاحترافية الكبرى التي نشبت في ذلك الوقت بين اللاعب محمد نور وناديه الاتحاد؛ ففي تلك القضية المشكلة طرح الإعلام العديد من الأسئلة الموجهة إلى لجنة الاحتراف، بيد أنهم حاولوا تمييعها والتملص من الإجابة عنها..!!
لقد قال الإعلام للجنة الاحتراف حينذاك: إن لم تتبع الأنظمة واللوائح بشكلها الصحيح وتطبق العقوبات على كل المخطئين مهما كانت أسماؤهم ومواقعهم وأسماء أنديتهم، فإن المشاكل ستزداد والأخطاء ستتكرر، وستقع الأندية ومعها اللاعبون في العديد من القضايا الشائكة التي لن يكون لها أول ولا آخر..!!
والآن.. وبعد أن ظهرت قضايا جديدة أكثر خطورة من سابقاتها.. وستجر الاحتراف ولوائحه إلى مزيد من التعقيدات والقضايا الشائكة.. فإنني أعيد تكرار السؤال للجنة الاحتراف مرة أخرى وبصيغة مختلفة: هل التنازل يكفي (؟) لحل قضية عبدالملك الخيبري وطي صفحاتها؟ فهل من جواب مقنع؟!
تكثر علامات الاستفهام.. ويكبر الحديث ويتشعب حينما يكون عن لجنة الاحتراف.. وعن الأنظمة واللوائح التي نقرأها على الورق فقط دون تطبيق فعلي لها.. وهو الأمر الذي أدى إلى مزيد من التجاوزات.. فقضية الخيبري ثم الموينع وبعدهما عباس الطائي كلها قضايا تحتاج إلى تطبيق اللوائح فيها دون نقصان.. حتى نضمن عدم تكرارها في المستقبل.. وعدم ظهور قضايا جديدة ربما تكون أكثر خطورة..!!
مكافأة الهابطين..!
تكرر المشهد ثلاث مرات.. بعد أن تم مؤخراً زيادة فرق دوري أندية الدرجة الثانية إلى أربعة عشر فريقاً.. بعد أن كانت في الأصل ثمانية فرق فقط ارتفعت فيما بعد إلى عشرة فرق ثم 12 فريقاً والآن 14 فريقا.. وكان قبل ذلك تكرر المشهد أيضا في فرق دوري الدرجة الأولى عندما تمت زيادة الفرق من 10 إلى 12 ثم 14 فريقا.. وهذه الزيادة شملت بكرمها فرق الدوري الممتاز بعد أن تمت زيادة الفرق من عشرة إلى 12 فريقا في وقت سابق..!
شخصيا لست ضد هذه الزيادة في عدد الفرق بمسابقاتنا المختلفة.. إذا كانت المصلحة تتطلب هذا الأمر.. خاصة إذا ما قسنا الأمور بالمساحة الجغرافية الكبيرة لهذا الوطن.. ونمو العدد السكاني.. وكثرة عدد الأندية في مختلف مناطق ومدن ومحافظات المملكة.. ولكن لا أدري لماذا عندما تحدث الزيادة في عدد الفرق لأي من درجات مسابقاتنا الكروية تكون هذه الزيادة لحساب مصلحة الفرق الهابطة..؟!
الشيء الآخر.. أنه إلى جانب أن زيادة الفرق تأتي كمكافأة للفرق (المخفقة) في الدوري.. فإننا في الوقت ذاته لا نكافئ الفرق (المجتهدة) التي قدمت عطاءات جميلة طوال موسم كامل.. وبذلت من الجهد والعطاء ما تستحق عليه أن نكافئها على صنيعها.. بدلاً من مكافأة الفرق المخفقة..!!
من وجهة نظري أن الحل الأمثل عند نية زيادة الفرق أن يعلن ذلك أولا قبل انطلاقة الموسم.. ويكون الصعود من نصيب أصحاب المراكز من الأول حتى الرابع.. حتى تشتد المنافسة.. خصوصاً إذا ما سلمنا بأن هناك فرقاً لم يحالفها التوفيق في نيل بطاقتي الصعود، سواء في دوري الثانية أو الأولى، وهي فنياً أفضل من الفرق الصاعدة، لكن ربما أن ظروف مباراة واحدة أو صافرة خاطئة حجبت تفوق هذا الفريق أو ذاك.. وهناك فرق ما كان يفصلها عن أصحاب المراكز الأولى سوى نقطة وحيدة فقط.. وهذه النقطة هي التي حرمت هذا الفريق من الصعود.. أعتقد أنه بهذا الإجراء نكون قد كافأنا الفرق المجتهدة ولم نكافئ الفرق المخفقة..!!
التعاون (كما) كان..!!
مشكلة التعاون التي يبدو أنه لن يتخلص منها.. تكمن في عدم إعطاء مرحلة الإعداد أهمية كبيرة؛ ففي عالم كرة القدم الإعداد الجيد والمثالي هو الذي يقودك نحو النجاح.. والفرق التي يكون إعدادها بشكل سليم ووفق مخطط مسبق عادة ما يكون حضورها مشرفا.. وتحقق ما تطمح إليه في نهاية الموسم.. أما في التعاون فإن مشكلة الإعداد تلازمه في كل موسم.. وإن تم تعديل أو إصلاح بعض النقاط إلا وتم الإخفاق أو عدم إتقان بقية العناصر المكملة لإنجاح فترة الإعداد؛ فاللاعبون لا ينتظمون في التدريبات منذ انطلاقتها، وهذه ظاهرة تتكرر في التعاون موسمياً.. والحضور لا يأتي بشكل جماعي وإنما تباعاً.. وفي مرات كثيرة يمضي أكثر من شهر على انطلاقة التدريبات والفريق لم يشهد تكاملاً في عناصره.. وهذه تعود بالدرجة الأولى إلى ثقافة اللاعب ووعيه.. فهي مسؤولية إدارية بحتة ويجب أن يكون موقف الإدارة أكثر حزماً تجاه اللاعبين المتهاونين وعدم النظر لكل لاعب أوقف أو أبعد لهذا السبب.. وأن يستمر الحزم حتى مع الأساسيين من اللاعبين فيما لو قصروا، ولعل (تجارب) التعاونيين كافية وتغني عن التذكير..!!
وإن حضر أغلب اللاعبين تأخر حضور الجهاز الفني.. وأحياناً تنطلق التدريبات دون أن يكون التعاون قد تعاقد أصلاً مع مدرب.. وحتى الإداري المسؤول عن الفريق يكون إداري (فزعة)؛ فليس هناك مشرف أو إداري رسمي للفريق.. وحتى إن حلت بعض المشاكل السابقة يكون معسكر الفريق غير مكتمل، وهناك العديد من النواقص التي تحول دون نجاحه.. وفي الموسم الماضي كان الإعداد إلى حد كبير مقنعاً؛ فحضور الجهاز الفني جاء في وقت مبكر.. والجهاز المشرف على الفريق كان متواجداً.. ومكان المعسكر وإمكاناته كان موفقاً.. إلا أن المشكلة انحصرت في عدم تكامل اللاعبين منذ بداية التدريبات؛ فحتى في المعسكر كان هناك بعض النقص في صفوف الفريق.. ورغم هذا لمسنا نتاج بعض الانضباطية بتحقيق الفريق بطولة كأس الأمير فيصل..!!
الفريق التعاوني يملك مجموعة نجوم.. والفريق كان قادراً على حسم المنافسة لصالحه؛ فالفريق - كما أشرت - يضم في صفوفه العديد من أبرز نجوم الدوري، ولكن عدم مبالاة بعض اللاعبين، سواء في فترة الإعداد أو وسط الموسم، إلى جانب بعض الأخطاء الفنية، ساهما في تأرجح وتذبذب مستوى الفريق.. وطبعا هنا لا يمكن أن أتجاوز الأخطاء التحكيمية الكبيرة التي قصمت ظهر التعاون في العديد من مبارياته الحاسمة..!!
بقايا..
* إما أن يتحمل اتحاد القدم كافة (مصاريف) الحكام الأجانب أو أن نعلن الثقة كاملة بالحكم السعودي ونتحمل كافة أخطائه..!!
* انتقل نجما هجر بندر العنزي للهلال وأحمد الحضرمي للنصر، وبقي في هجر نجم ثالث خالد الرجيب الذي باستطاعته أن (يفرض) وجوده في الأندية الممتازة..!!
* بانتقال النجوم يفترض من إدارة هجر أن (تعوضهم) بلاعبين آخرين من أندية الدرجة الثانية أو مفاوضة لاعبين من الممتاز على سبيل الإعارة..!
* صالح خليفة اسم كبير في الكرة السعودية نتمنى له التوفيق مع منتخب الصغار.
* الجماهيرية في القصيم (محسومة) للتعاون.. قلتها سابقا، وها أنذا أعيدها وأكررها لمن لا يفهم بدون التكرار..!!
* لا أدري لماذا لا يتم (الإفصاح) عن قيمة العقود الاستثمارية في الأندية من شركة الاتصالات..!
آخر الكلام..
أهم الأعمال أمام لجنة الضوابط المالية للأندية أن توقف الأندية الراغبة في التعاقد مع أجانب للعمل كمديرين للكرة؛ فهذا سيكون أكبر هدر للمال دون فائدة.
yazid1-5@hotmail.com