جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هي أم الجامعات.. وهي الجامعة العريقة، إذ بدأت بالمعاهد العلمية ثم كلية الشريعة وكلية اللغة العربية ثم الكليات الأخرى.
** وهذه الجامعة الأصيلة العريقة.. لها فضل كبير على هذا المجتمع.. إذ أمدته بالعلماء والدعاة والقضاة والفقهاء والمعلمين والحفظة وعدد كبير من الموظفين.
** هذه الجامعة التي وضع بصماتها وخطها الأول سماحة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس علمائها وقضاتها آنذاك.. وقد حرص على أن يكون هذا الغراس.. غراساً طيباً.. وأن تكون جامعة ذات صبغة خاصة.. وهو التخصص الشرعي.. ويضاف إليه.. تخصص اللغة العربية.. نظراً للعلاقة الوثيقة بين الشريعة واللغة العربية وآدابها وعلومها.. من نحو وصرف وبلاغة ونقد.
** وقد انتشرت فروع هذه الجامعة في كل مدينة.. من خلال المعاهد العلمية.. التي انتشرت في جميع مناطق المملكة.. وكان خريج المعاهد في ذلك الوقت.. يصنّف كطالب علم.. إذ إنه أتم دراسة وحفظ عدد من الكتب والمراجع والمؤلفات وعدد من المصنفات.. وصار بوسعه أن يؤدي وظائف في المجتمع.. وعلى رأسها.. التدريس.. بل إن بعض خريجي هذه المعاهد.. وبالذات.. البارعين المبرزين النجباء والمتفوقين.. نصب للقضاء والفتيا والدعوة.. وسد هؤلاء.. فراغاً كبيراًً.. كانت تحتاجه البلاد آنذاك.
** وقد سبق المعاهد العلمية في بداياتها.. حلقات في المساجد ومدارس الكتاتيب التي تحولت إلى التعليم النظامي عبر هذه المعاهد العلمية.
** إذاً.. هذه الجامعة.. أو هذا الصرح العريق.. كان في أساسه ونشأته ووجوده.. صرحا علميا شرعيا فقط.
** هي جامعة شرعية.. وللعلوم الشرعية.. ومتخصصة في هذا الميدان.. وهذا مجالها وليس شيئا آخر.
** نتمنى أن نرى تطويراً نابعاً من تخصص وهوية الجامعة.. فمجتمعنا والمجتمع الإسلامي كله.. في أمس الحاجة إلى من يتناول النوازل التي استجدت في مجتمعاتنا بالوجه الشرعي الفقهي الصحيح.. وإعطاء الرأي الفقهي الشرعي فيها.. بدلا من أن تترك لمتطرفين جهلة.
** إننا نريد أن يكون لهذه الجامعة دور أكبر في المجالات الشرعية والفقهية.. وأن يكون لها حضور أكبر في المؤتمرات والندوات الفقهية والشرعية ومعالجة النوازل.
** نريد أن يكون فيها مجامع ومراكز فقهية.
** ونريد أن يكون فيها لجان فتوى.. فهي مؤهلة لذلك.. وتملك عشرات الفقهاء الكبار.. وبين أحضانها أيضاً.. جمعية الفقهاء السعوديين.
** نريد أن تمسك زمام الأمور الشرعية المستجدة وتقول كلمتها فيها.. من خلال علماء كبار ثقات مأمونين ومؤتمنين ومتمكنين.. بدلا من أن تترك للجهلة الذين أضروا من خلال فتاوى أباحت الإرهاب والسطو والقتل وترويع الآمنين وذبح المؤتمنين.
** فتاوى.. أشاعت الفوضى في جسد الأمة.. ودمّرت وحدتها.. وشقّت الصف الإسلامي وأساءت لسمعة الإسلام والمسلمين.
** جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. هي الأقدر على مسك زمام الأمور من خلال التنسيق مع المراجع العليا.. كسماحة الوالد المفتي.. والذي بذل سماحته جهوداً كبيرة ومضنية في هذا المضمار وله حضور مكثف ونشط في تبيان الوجه الشرعي في كل جديد وكل نازلة وكل قضية.
** أقول هذا الكلام لمعالي مدير الجامعة أستاذ الفقه وأصوله.. وفقيه من أبناء هذه الجامعة.. عايشها طويلاً.. وعاش بين أروقتها سنوات.. طالباً.. ومحاضراً.. وأستاذاً.. وباحثاً.. ومؤلفاً.. وهو الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل.