تناقلت وسائل الإعلام خبر عزم محطة الجزيرة الرياضية دخول المنافسة على نقل مسابقات الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهي خطوة ينتظر منها إحداث نقلة نوعية في مفهوم استثمار المسابقات الرياضية، قيمة العقد، نوعية النقل، التحليل والتعليق، واحترام عقلية المشاهدين. الحديث عن استثمار المسابقات الرياضية يقودنا إلى التنافسية التي يمكن من خلالها ضمان تحقيق العائد الأضخم على الاستثمار، إضافة إلى الارتقاء بثقافة المجتمع ودعم الرياضة المحلية.

الاستثمار لا يعني المال فقط، بل يتجاوزه إلى تنمية الإنسان وبناء المكان ودعم ثقافة المجتمع ومكوناته.

كلما سنحت لي الفرصة متابعة نقل الدوري الإسباني تساءلت عن سبب وجود فارق كبير في مستوى التفكير الرياضي، الملاعب، الأمن، النقل والتعاطي مع المناسبات الرياضية العالمية وبين ما يحدث لدينا؛ الأمر له علاقة بالثقافة السائدة، أسلوب الإدارة، ومستوى الإبداع الرياضي والفكري الذي ينميه الإعلام المتخصص.

إبداع الجزيرة في نقل مباريات يورو 2008 يصب في هذا الجانب، وهو امتداد لإبداعها في نقل الدوري الإسباني.

يحق لنا أن نتساءل ماذا قدم استثمار المسابقات الرياضية للأندية والمجتمع؟.

وهل ساعد احتكار نقل المسابقات الرياضية في تطوير كرة القدم السعودية، أم أضر بها؟.

أسئلة تحتاج إلى دراسة متخصصة يمكن أن تجيب عنها بحيادية ووضوح.

تقييم مرحلة الاستثمار الحصري الحالية من جوانبها الاجتماعية، المالية، والتقنية يمكن أن تساعد كثيرا في اتخاذ قرار الاستثمار المستقبلي الذي يمكن أن يمثل المرحلة الذهبية للاستثمار الرياضي.

نقل مباريات كرة القدم ما زالت تقدم بأسلوبها البدائي.

تطور الآلة، وضخامة الأموال المستثمرة لم تساعد في تطوير كفاءة ناقلي الأحداث الرياضية.

الخبرات الأجنبية وحدها القادرة على إصلاح الوضع المعوج.

عائد الأندية المالي- محور استثمار النقل الرياضي- مازال محدودا مقارنة بقيمة العقود الموقعة، أما دورها في اتخاذ قرار استثمار نقل مبارياتها الرياضية أو بيعها ما زال معدوما حتى الآن!!.

أعتقد أن فترة الاحتكار الحالية كان لها أثر سلبي على المجتمع بشكل عام والنشء على وجه الخصوص.

ارتفاع أسعار تكلفة الاشتراك، النقل التلفزيوني الموجه، واللقطات غير الحضارية المتعارضة مع القيم الدينية والأخلاقية ساعدت على تغيير ثقافة الشباب من الجنسين، وأدت إلى رفع معدلات الشحن النفسي والاحتقان، وحولت التسامح الرياضي إلى غابة من التعصب.

الاستثمار الأمثل للمسابقات الرياضية يمكن أن يدر أموالا طائلة على الأندية واتحاد كرة القدم وأي تهاون في هذا الجانب يمكن أن يفقد الرياضة السعودية كثيرا من العوائد المالية المتوقعة، الكفاءة الفنية والتقنية، قيمة العقد، حقوق الأندية والمجتمع يجب أن تدخل ضمن شروط ترسية عقد النقل الحصري الجديد.

مصلحة الأندية الرياضية تتطلب طرح مسابقات الدوري للمنافسة العامة، وعدم النظر في مطالبات تمديد العقود الحالية لتعارضها مع مصلحة المجتمع، الأندية، وقانون المنافسة الحر.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7741 ثم أرسلها إلى الكود 82244