من حق القوى الكبرى أن تعالج خلافاتها مع الدول الأخرى التي تسعى لتطوير قدراتها الدفاعية والعلمية والاقتصادية في إطار ما يسمى بالحفاظ على المصالح المشروعة للدول.
ومن حق الدول الغربية التي تحاول التصدي لما تقول لمحاولات إيران تصنيع أسلحة نووية بتقديم ما أطلقت عليه ب(حزمة الحوافز السياسية والعلمية والاقتصادية لإقناعها بالحد من نشاطها النووي).
ولكن ليس من حق هذه الدول حتى وإن ضمت الدول الخمس ذات العضوية الدائمة بمجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، ليس من حقها أن تعرض حوافز على حساب حقوق دول أخرى؛ إذ إن من حق أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا أن تقدم حوافز علمية كأن تساعد على توفير بدائل للوقود المستعمل في المفاعلات النووية، وأن تعرض مساعدات اقتصادية، وأن تفك العزلة السياسية عن النظام الإيراني، وتفعِّل العلاقات الدبلوماسية معه، إلا أن هذه الدول ومهما بلغت من القوة العسكرية والنفوذ الدولي، ومهما دفعتها غطرستها الاستكبارية فإنها ليس من حقها أن تمنح وتعطي دولة ما في إقليم ما الإذن وتطلق يدها في فرض هيمنتها الإقليمية لمجرد إرضاء تلك الدولة، أو للحد من استهداف مصالحها من قبل تلك الدولة في محاولة للحد من أعمالها الإرهابية الموجهة لمصالح دولة أو دولتين من الدول الغربية التي تتنافس مع الدولة الإقليمية لاستنزاف ثروات المنطقة.
فقد تضمنت حزمة الحوافز الغربية التي قدمتها أخيراً لطهران مجموعة (خمسة زائد واحد) تعظيم الدور الإقليمي لإيران من خلال الاعتراف وإعطاء دور إقليمي لإيران من خلال اضطلاعها بدور متقدم في شؤون المنطقة والمشاركة في أي ترتيبات أمنية والمقصود هنا بالدور الإقليمي يوضحه محمد علي مهتدي مسؤول القسم الدولي في صحيفة (إصلاحات) الرسمية المقربة من صنع القرار في إيران بأن لإيران دوراً تلعبه في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.
دور إيران الإقليمي لم يوضح تماماً، أو بالأصح لم يكشف عنه إعلامياً في تلك (الحزمة) التي قدمها الغربيون لطهران، إلا أنه بالتأكيد قد جرى توضيحه في اللقاءات التي تتم بين الدبلوماسيين الغربيين والإيرانيين، ولابد من أن السيد خافير سولانا المفوض الأوروبي للأمن والسياسة الخارجية قد بحث تفاصيله مع المفاوضين الإيرانيين ويظهر أن (التسليم) الغربي بدور إقليمي لإيران وبخاصة في الخليج العربي والشرق الأوسط قد أغرى المسؤولين الإيرانيين بدليل صدور ردود إيجابية على حزمة حوافز الغرب التي جاءت على حساب أهل الخليج والعرب..!!
jaser@al-jazirah.com.sa