تسعى إدارات خدمة المجتمع في مؤسسات القطاع الخاص إلى تطوير العمل في المجال الخيري والاجتماعي، بالإضافة إلى وضع جميع مبادرات المسؤولية الاجتماعية في إطار مؤسسي يُعنى بالتخطيط لمشروعات تنمية مستدامة وفق منهجية علمية واضحة..
... ومن هذا المنطلق، فإنه يجب ألا يغيب عن أذهاننا جميعاً بأن المسؤولية الاجتماعية تشمل مسؤوليات متعددة ومشروعات مستمرة لجميع أفراد المجتمع من الجنسين، وذلك بالمساهمة في التنمية المستدامة من خلال العمل مع أفراد المجتمع لتحسين مستوى معيشة وحياة الناس، حيث أصبحت المسؤولية الاجتماعية من المبادئ التنموية الهامة التي يشارك القطاع الخاص فيها بدور هام لإحداث نقلة نوعية في حياة أفراد المجتمع، سعياً لتجاوز مرحلة العطاء العشوائي غير المنظم.
إن هناك العديد من المبادرات التي تسعى إلى تنظيم وتفعيل العمل المؤسسي المنظم لإدارات المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع، حيث بادرت الغرفة التجارية بالرياض بتأسيس لجنة المسؤولية الاجتماعية، وذلك انطلاقاً من توصيات الملتقى الأول للمسؤولية الاجتماعية الذي نظمته الغرفة، سعياً لتبادل الآراء والمقترحات والأفكار ونقل الخبرات بين قطاعات الأعمال، وحث القطاع الخاص بمنطقة الرياض لتبني برامج المسؤولية الاجتماعية.
كما قامت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية بتشكيل فريق للمسؤولية الاجتماعية، ليكون مرتكزاً هاماً لترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية في المجتمع السعودي، مما يعكس حرص أغلب المؤسسات في بلدنا على أداء دورها انطلاقاً من القيم الدينية والإنسانية والوطنية التي تحكم المجتمع.
إن هذه الجهود - بلا شك - ستسهم في إحداث نقلة نوعية في مجال المسؤولية الاجتماعية، وذلك من خلال العمل على إيجاد آليات محددة وواضحة لتفعيل مشاركة مؤسسات القطاع الخاص في العمل الخيري والتنموي، والتعرف على البرامج والمشاريع التي يقوم بها القطاع الخاص في هذا المجال، والتنسيق الكامل بين المؤسسات المعنية بالمسؤولية الاجتماعية، إنه لابد أن تتكامل الجهود بين الجهات المعنية بالمسؤولية الاجتماعية في بلدنا الغالي من خلال إيجاد اللجان المشتركة للتنسيق بين مختلف المؤسسات، لأن الملاحظ أن هناك جهوداً فردية - يغلب عليها العشوائية - تقوم بها بعض مؤسسات وشركات القطاع الخاص، نظراً لغياب المفهوم الصحيح لثقافة المسؤولية الاجتماعية، ولغياب التنظيم والعمل المؤسسي المنطلق من خطة محددة وأهداف واضحة، ومن هنا، فإن معظم جهود أولئك - في المجال الخيري - تنحصر في الأعمال الخيرية غير التنموية المتمثلة بإطعام الفقراء وتوفير الملابس والخدمات، دون التفكير في عمل مشاريع تنموية تهدف إلى تغيير مستواهم المعيشي ونظرتهم للحياة.
إننا في حاجة جد ماسة إلى دور كبير ومستمر لنشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية وثقافة العطاء التنموي بين رجال الأعمال والشركات الكبرى، وذلك من خلال إبراز الجوانب الدينية والوطنية والاجتماعية التي تحفز هؤلاء للقيام بأدوارهم الاجتماعية، وأخيراً، تحية شكر وتقدير لكل المؤسسات والشركات ورجال الأعمال الذين يقدمون عطاءات ويسعون إلى مساعدة المحتاجين دون النظر - ابتداءً - إلى ترويج أنشطتهم التجارية.
alelayan@yahoo.com