لم يعد مفهوم النشاط الطلابي بأنه ترف مدرسي للترويح عن الطلاب أو وسيلة لقتل الفراغ لديهم كما كان سائداً في السابق، إنما تطور مفهومه ليصبح الوسيلة التربوية الفاعلة التي تستخدم وتمارس لاكتشاف المواهب، والتعرف على القدرات وتعديل السلوك والاتجاهات لدى النشء بأسلوب علمي (ميداني) يهيؤهم للتفاعل مع المجتمع والتعايش مع ظروفه البيئية والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية.. الخ.
ومن هذا المنطلق يمكن تعريف النشاط الطلابي بأنه مجموعة من البرامج التربوية التي يمارسها الطلاب والطالبات داخل المدرسة وخارجها وفق خطط محددة تتكامل مع مقررات التحصيل الدراسي في تشكيل المنهج التربوي الذي يساعد على بناء الشخصية الاجتماعية المتزنة والمتوازنة في جميع جوانبها (الجسمية، والعقلية، والاجتماعية، والوجدانية..الخ).
ومن الأنشطة المطروحة تنظيم الملتقيات مرة واحدة في العام وإذا اختيرت موضوعاتها بعناية فإنها تحقق فوائد جمة حيث ترفع المستوى الثقافي وتنمي الملكات الذاتية والرؤى الجمالية والمواهب الذهنية والبدنية والفكرية واللغوية وتذكي روح التنافس الإيجابي في مجالات الإبداع والابتكار، إنها تحقق أسمى معاني التلاحم بين أعضاء المجتمع المدرسي وتخرج بالطلاب والطالبات من الجو الروتيني الدراسي الممل ومن القوالب والمسارات المفروضة عليهم في الجدول المدرسي والتي تساوي بين طلاب الصف الواحد في ضرورة اجتيازهم وانخراطهم في حصص المواد الدراسية بغض النظر عن اتجاهاتهم وميولهم.
ولمسنا في الفترة الأخيرة اهتمام المدارس بهذا الجانب وبذل جهود متميزة بالرغم من الصعوبات وعدم توفر الإمكانات وأبرزها توفير أماكن في المبنى تفي بمثل متطلبات الملتقيات كالصالات وورش العمل فنجد ساحة المدرسة المفتوحة المجال الوحيد لإبراز جهود المدرسة في الملتقى ويتم تجهيز كل شيء في نفس يوم الملتقى ويزال كل مجهود بمجرد انتهاء اليوم الدراسي.. لذا فحبذا لو يخطط عند إنشاء المباني المدرسية لصالات خاصة بالنشاط تحتضن مثل هذه الأنشطة تستمر لفترة من الزمن ويتم تبادل الزيارات بين المدارس وتبادل الخبرات أو تخصص صالة معارض عامة تعرض فيها الأنشطة المتميزة في المدارس وتكون متنفساً للطالبات ومجالاً لإبراز المواهب وتبادل الخبرات لاسيما في ظل التطور الذي نترقبه بعد مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم الذي أولى النشاط المدرسي عناية واهتماماً، وكذلك الاستفادة من المساجد.