من المتغيرات التي يلتقطها المتمعن في حراك المجتمع في الآونة الأخيرة ما طرأ على المظهر العام للأفراد في المواقع العامة كالأسواق وشاشات التلفاز... يرافق ذلك متغير المضمون في السلوك الحركي واللفظي... وأول ما يلفت من هذه المتغيرات طريقة ارتداء الملابس للجنسين وتحديدا الشباب منهم... وطريقة حجاب المرأة الذي بدأ تدريجيا يتحول لنوع من التظاهرة الشكلية... وهوت الفجوة بين نمطين من السلوك كان الغالب هو النمط المحافظ فبدأ التدرج في التحلل من هذا.. وثاني المتغيرات التي تلفت هو أسلوب الإعلانات في القنوات على الأخص الموجهة للمجتمع الداخلي... فهو مادة تجارية لجلب المستهلك لنوع أو نمط من المنتجات لاستخدامها.. وعلى سبيل المثال الإعلان الموجه للطلاب عن مشروب للتقوية يخيل للمشاهد أن المدارس تفتح فصولها للنوعين معا بمعنى أن الفصول الدراسية يجلس فيها الفتى بجوار الفتاة يتلقيان التعليم في فصل واحد وهذا لا يمثل توجه المجتمع ولا واقعية الأمر وإن كان ضمن أحلام حديثة تدغدغ جوانب الكثيرين وتفرش لهم أبسطتها على سعة بحيث حتى الإعلان عن زيوت الأكل أو مواد التنظيف توحي بذلك...
الفكرة ليست مناقشة ما يصح ومالا يصح... ولا أيضا ما يجوز وما لا يجوز.. ولا ما يقبل وما لا يقبل... إذ كل هذه المتقابلات في اللغة مرفوضات عند النقاش وإلا اتهم المناقش بالمختلف المتخلف وتعكير المجرى ومحاولة تعطيل القافلة.. لكن المجرى والقافلة لهما ربانهما... أما السمة بالتخلف والاختلاف فلا بأس... هي ضابط نفس دون خسارتها... يوم يضرب القوم أكفهم حسرات...
الدهشة هي سمة جديدة ضمن متغيرات السحنات..فليست المتغيرات سلوكا فكرا وحركة وقولا يعكسه المظهر الخارجي والمواقف العامة فقط..
بل أيضا من أهم المتغيرات هي تلك المواصفات الخارجية الطارئة على سحنة وجه الإنسان...
نحن نعبر في بحر أول ما سيغسل منا ألواننا ودواخلنا...
يا لها من دهشة كبرى....
لأن التطوير والتحديث والقفز والتحضر ومواكبة العصر يمكن أن تتحقق دون أن نطأ التربة... وننبش في الجذور... ونبدل البذور...!