المدينة المنورة - مروان عمر قصاص
بعد 26 سنة قضاها السجين (سعيد فرحان) خلف القضبان في سجون المدينة المنورة بعد أن قتل أخاه قبل سنين.. شاعت السعادة والفرح لديه ولدى أسرته وحقق الله له الفرج وعاد إلى الحياة الطبيعية وأصر على أن يبدأ مشواره الجديد من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.
فبعد منتصف ليل أمس الأول الأربعاء وبعد (9516) يوماً عدّها السجين في سجنه ليل نهار بانتظار القصاص أو العتق من ذوي الدم.. خرج السجين وسط مظاهر فرح كبيرة عمَّت أسرته ومعارفه حيث اتفق إخوته على التنازل عنه لوجه الله تعالى رافضين قبول المبالغ الطائلة التي عُرضت عليهم والتي قُدرت بأكثر من عشرة ملايين ريال، ولم يكتف الإخوة بذلك بل توجهوا جميعاً إلى السجن لاستقبال أخيهم وتهنئته بالخروج من السجن، حيث اصطحبوه إلى المسجد النبوي الشريف للصلاة فيه كأول إطلالة له إلى حياة جديدة، وبعد ذلك توجهوا جميعاً إلى منزل الأسرة حيث كان بانتظاره بناته وبنات إخوانه.
هذا وقد عبَّر الابن الأكبر للسجين سجدي سعيد فرحان عن فرحته بخروج أبيه وقال إن الكلمات لا تعبر عن مشاعري حيث كنت منذ سنين أزور والدي بالسجن واليوم ذهبت لاصطحابه.. ما أجملها من فرحة والحمد لله.. وأضاف إنني أشكر الله عز وجل على كرمه وأشكر أعمامي وعماتي وخالتي (والدة القتيل) على تنازلهم كما أشكر كل من سعى في التنازل أو حاول رأب الصدع الذي حدث للأسرة عقب مقتل عمي - رحمه الله - من قِبل والدي.
ويقول نايف فرحان (أخو السجين): أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في خروج (سعيد) من السجن بدءا بإخوتي ووالدة القتيل ثم أهل الخير من أصحاب السمو الأمراء أو الفضيلة أو الأعيان الذين بذلوا أقصى الجهود وقدموا أموالهم في سبيل إخراج (سعيد) من السجن بعد أن قضى زمناً طويلاً فيه تدهورت خلاله صحته وأضحى لا يستطيع المشي أو حتى قضاء حاجته دون مساعدة.
الجدير بالذكر أن صحة (سعيد) تدهورت خلال سجنه قبل عدة سنوات حيث أُجريت له عملية قلب مفتوح في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ومن ثم أضحى عاجزاً لا يستطيع الحركة، وقد خشينا أن يموت داخل السجن.. كل ذلك ساق جميع أبناء (فرحان) للتفكير بجدية في إخراجه من السجن ليعيش بين أبنائه ما تبقى له من عمر، وأنا متأكد لو كان والدي حياً لتنازل عنه وأخرجه من السجن.