Al Jazirah NewsPaper Friday  20/06/2008 G Issue 13049
الجمعة 16 جمادىالآخرة 1429   العدد  13049
رحلة في كتاب
خطوتان إلى اليمين.. خذ

العادة في الكليات العسكرية الدولية أن تبدأ زيارة القياديين الكبار بتفتيش الطابور، والعادة كما يعرف القادة العسكريون في كل مكان أن يحاول قائد الكلية أو المعسكر المزار كسب حظوة القيادي الكبير وإثبات همته ونشاطه بأن يجد حجة للتعليق على أي شيء، كأن يقول لمن في الطابور: فلان ارفع رأسك!، أو فلان اشدد نفسك!، أو فلان أصلح ياقتك!، وهكذا.

وكنت واقفاً أمام الطابور عندما اقترب مسؤول الكلية مني وقال: فلان مرشح! فقلت: نعم سيدي. فقال: أنت لا تقف وسط الكلية فخذ بعض الخطوات إلى اليسار. فقلت: نعم سيدي! ثم صحت بزملائي: كلية! خطوتين إلى اليمين خذ!، أي أنني حركت الكتيبة كلها بينما بقيت في مكاني فاستاء مسؤول الكلية من تصرفي لكن القيادي الذي جاء لإلقاء محاضرة سُرَّ. وقبل بداية المحاضرة كنت وزملائي نتناول القهوة فاقترب القيادي المحاضر وسألني: لماذا حركت كل من كان خلفك ولم تتحرك أنت ففكرت في السبب لكنني لم أجد آنذاك تفسيراً لتصرفي فقلت: لا أعرف يا سيدي. أحياناً أظن أنني رأيت على أرض الكلية علامة يخطها قائد الطابور بالطباشير ليسترشد بها إلى مكانه لكنني لست متأكداً أن هذا هو التفسير الوحيد. من كتاب رؤيتي لمحمد بن راشد بن مكتوم.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد