من آداب المعبر للرؤى والمنامات - أحبتي- التي ينبغي أن يتحلى بها، أن يكتم عورات الناس فيما يسألونه عن مناماتهم، قال ابن القيم في (أعلام الموقعين: 4-256) ما نصه: (فالمفتي والمعبر والطبيب يطلعون من أسرار الناس وعوراتهم ما لا يطلع عليه غيرهم، فعليهم استعمال الستر فيما لا يحسن إظهاره). وفي نظري أن هذا الأدب من أهم الآداب التي يجدر أن يتأدب بها من تصدى لتعبير رؤى الناس؛ إذ إن الناس لا يحبون إظهار أسرارهم، ولا حتى معاصيهم وفضائحهم أمام الآخرين، والله تعالى ستير يحب الستر، قال ابن الوردي: |
واكتم عوار الناس إن عبرتا |
واحذر من الإعجاب إن أصبتا |
وقال القادري في (تعبير الرؤيا:1-110): (وينبغي أن تستر ما يرد عليك من أسرار المسلمين، وعوراتهم، ولا تخبر بها إلا صاحبها وحده، وتكتمها عن سائر الناس كيلا تكون معتاباً: فتزري بحلمك ويجتنبك الناس). |
وإن من الخطأ البين الواضح ما يقوم به بعض معبري زماننا في تعبير رؤى الناس أمام الآخرين في المجالس العامة أو الاستراحات أو أمام الجموع من الناس عبر شاشات التلفاز والقنوات الفضائية في طرح لبعض الأسئلة الخاصة والمبينة لحال الرائي كسؤاله عن اسمه واسم والده وقبيلته ومن هو؟ |
وفي أي منطقة؟ الخ.. ثم يعبر له رؤياه فيظهر جرمه وفضيحته أمام الجميع، بل وصل الحال ببعضهم أنه يقول في مجالسه فلان كلمني، وفلان عبرت له وفلان وفلان! وبعضهم قد يقوم بقراءة بعض رسائل الجوال الواردة له، وتعبيرها ويخبر لمن هي؟! بل قد يعبر عبر جواله من مكبر الصوت أمام الناس والناس من حوله يستمعون للمتصل به فيظهر ما ستره الله عليه والعياذ بالله! كل هذا لا يجوز ولا ينبغي أمام الملأ. |
قال ابن قتيبة: (وإن كانت الرؤيا تدل على فاحشة أو قبح سترت ذلك عليه، وواريت عنه بأحسن ما تقدر عليه من اللفظ أو أسررته إلى أصحابها). (تعبير الرؤيا: ص112)، وقال أبوسعيد الواعظ. (واستر ما يرد عليك من الرؤيا في التأويل من أسرار الناس وعوراتهم، ولا تخبر بها إلا أصحابها ولا تنطق بها عند غيره، ولا تحكمها عنه، ولا تسمعه فيها إن ذكرتها، ولا تحكها عند أحد إن كانت عورة يكرهها فإنك إن فعلت ذلك اغتبت صاحبها). |
نعم.. هذا أدب تربوي ينبغي بل يجب أن يتصف به المعبر والمفسر للرؤى المعتبر فالمجالس بالأمانات، والمؤمن مؤتمن ناصح لأخيه المسلم بالغيب. سترنا الله بستره وحفظنا الله بحفظه إنه ولي ذلك والقادر عليه والله رب أعلى وأعلم. |
|
** رأى أحد الأشخاص في المنام أنه يأكل مصحفاً يتطعم ورقه، فقص رؤياه على معبر فقال له: إن صدقت رؤياك فإنك قد حفظت كثيراً من القرآن وستتمه، ولن يضيع من صدرك إن شاء الله. |
|
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244 |
|