في هذه الأيام، يخوض الطلاب والطالبات غمار الاختبارات، وبخاصة طلاب الجامعات والمعاهد والثانويات، وكذلك المراحل المتوسطة، ولحرص الطلاب على اجتياز هذه الاختبارات، والحصول على الدرجات العالية، ينشط مروجوا المخدرات، وبخاصة تجار الحبوب المسهّرة، التي يزعمون أنها تعين على المذاكرة والمراجعة، وتساعد على الفهم والتحصيل، وهي من الأسلحة التي يستخدمها الأعداء لإبعاد شبابنا عن دينهم وعن هويتهم وعن أخلاقهم بل وعن عقولهم، ولذلك هم الآن يضعون بين أيدي شبابنا، أنواعاً من المخدرات، تجعل الشاب مدمناً أسيراً للمخدرات ومروجيها من أول مرة ومن أول حبة يأكلها، لأنها مغشوشة أدخلت سلاحاً للفتك في عقول الشباب، فلينتبه شبابنا، لما يريد بهم أعداؤهم.
وهذه الحبوب المنشطة المدمرة التي نحن بصدد التحذير منها، لنشاط المخدوعين بها في هذه الأيام، تعرف بحبوب الكبتاجون، وهي حبوب صغيرة ولها أسماء متعددة شائعة ومتعارف عليها بين المدمنين والمروجين، من أسمائها: أبو ملف، والأبيض، والقضوم، وأبو قوسين، وغير ذلك، وأما عملها فهو عمل خطير يدمر الأعصاب، حيث يؤثر على عطاء المتعاطي لها، وهي كما قال الأطباء، تولد العنف، وتهيج الروح العدوانية، تجعل الإنسان يبذل فوق طاقته، بل قد تحرفه إلى غير الهدف الذي استعملها من أجله، فمثلاً الطالب قد يأكلها للمذاكرة ليلة الاختبار، ولكن تجده إذا عملت فيه هذه الحبوب عملها، يترك المذاكرة، ويذهب لعمل آخر، كأن يبحث عن الأسئلة أو يغسل سيارته ويلمع عجلاتها، أو يكتب شعراً، أو يشاهد مسلسلاً، فهي كما يقولون في مصطلحاتهم: مسكت معه، فإذا مسكت معه فلا تسل عن حاله والعياذ بالله. أما إذا انتهى مفعولها، فإن المتعاطي لها، يصاب بالكسل وبالاكتئاب، وبالصداع المستمر، ولذلك تجده يبحث عن جرعة أخرى.
وهذه الحبوب الملعونة، استعملها بعضهم في أيام دراسته، فأدمن عليها حتى صارت سبباً لفصله عن وظيفته، بل وسبباً في تشريد أسرته، وسوء علاقاته الاجتماعية، لأن صاحبها المدمن عليها، يصل به الأمر إلى سوء الظن، وكراهية الخلق حتى لو كانوا من أقربائه، بل لو كانوا أبناءه وزوجته، ولهذا يجب الحذر منها، ويجب التحذير عنها، ومراقبة الأبناء والبنات في هذه الأيام، من الأمور التي يجب أن لا يغفل عنها، وهناك بعض العلامات يعرف بها المتعاطي لهذه الحبوب، منها: السهر طوال الليل، فبعضهم لا ينام إلا بعد الاختبار، حيث يواصل بحجة الدراسة.
ومن العلامات أيضاً، التي يعرف بها المتعاطي، لهذه الحبوب المنشطة المدمرة، كثرة شرب الشاي والتدخين، فتجد المتعاطي لها، يشرب الشاي والدخان بشراهة، لا يمل ولا يكل من ذلك، كاسة الشاي بيد والسيجارة باليد الأخرى.
ومن العلامات أيضاً، عدم الرغبة بالطعام، حيث تنسد شهية المتعاطي لهذه الحبوب فيكره الطعام مهما كان نوعه، ومهما كانت لذته، وفي مجلسه تجده كثير الكلام، كثير الحركة، تأثر هذه الحبوب حتى في وجهه، فإذا نظرت إلى وجهه، تجده شاحباً، يغلب الاحمرار على عينيه، ويكون التشقق والتيبس من نصيب شفتيه، ولهذا تجده في كل لحظة يخرج لسانه ليبللهما، وتخرج من فيه رائحة كريهة، والذين يستمرون على التعاطي لهذه الحبوب، تتلف أسنانهم، فتجد أحدهم بالأربعين وفمه فم من بلغ المائة، وإن وجدت شيئاً من أسنانه، فإنك سوف تجدها سوداء متآكلة والعياذ بالله.
ومما لا شك فيه أن من الضروريات الخمس، التي جاء الدين بالمحافظة عليها، وصيانتها من الآفات: حفظ الدين والعقل والمال، وهذه المنشطات من الأشياء التي تنافي الدين، وتدمر العقل، وتقضي على المال، فلا يجوز استعمالها، ولا يجوز بيعها، وفي مسند الإمام أحمد وأبي داود: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر.
* حائل