توجهت في الأسبوع الماضي بالشكر والثناء والتقدير لمقام وزارة الشؤون البلدية والقروية، وعلى رأسهم الوزير صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز، على بادرتهم الإيجابية بالتعميم الذي وجهه سموه للأمانات والبلديات للعناية بمساجد الطرق التي سيتم إنشاؤها بجوار محطات الوقود.
وذكرت أهمية العناية بهذه المساجد كونها بيوت الله أولاً، ويجب العناية بها من هذا المنطلق، مع الأمور الأخرى التي تهم كالعناية بالمسافرين ومرتادي الطرق، وأن هذه المرافق مظهر من مظاهر الرقي في بلادنا، وتمنيت أن تفعل الأمانات والبلديات هذا التوجيه.
وقد خطر ببالي، وبعد أن فرغت من هذه المقالة، ودفعت بها للنشر، بعد زيارة سريعة عاجلة لأحد المراكز التجارية، الأذى والأذية كثيرة في هذه الأسواق، فالأذى الذي أشير إليه هو الظاهرة السيئة جداً في أسواقنا، وجميع أماكن التجمعات (ظاهرة التدخين في الأماكن العامة).
وأتمنى أن يبادر صاحب السمو الملكي الأمير متعب، وهو صاحب المبادرات الإيجابية، إلى وضع حل لهذه الظاهرة السيئة، ولا أقول دراسة الظاهرة، فقد درست من قبل المختصين بوزارة الصحة، وجمعيات مكافحة التدخين، ولم يبق سوى الحلول، والحل يا سمو الأمير هو إصدار عقوبات بحق من يمارسون التدخين على الأقل في الأماكن العامة، كالأسواق المركزية، والأسواق العامة، وتفويض القائمين بالحراسات الأمنية صلاحية تطبيق العقوبة الفورية، والطلب من وزارة الداخلية بمساعدتهم عند البلاغات من قبل القائمين على هذه الحراسات.
هذا الحل ليس صعباً يا سمو الأمير، فقد سبقه قرار إيجابي كان الجميع يتوقع صعوبته، وأصبح أمراً يسيراً، ألا وهو نقل محلات (الشيشة)، ومقاهيها من وسط المدن والقرى إلى الضواحي وأطراف المدن، ونقلت آلاف المحلات والمقاهي، وتطبيق قرار منع التدخين أمر يسير جداً يبدأ بحملات توعوية عبر وسائل الإعلام، ولوحات إرشادية داخل الأسواق، ومن ثم يتم البدء بتطبيق العقوبات.
لقد طال الأذى يا سمو الأمير النساء والرجال والأطفال، بأسباب أناس مستهترين ينفثون الدخان في كل مكان، حتى على السلالم الكهربائية والناس لا تبعد عنهم متراً واحداً.
يا سمو الأمير: الأسواق، المطاعم، الحدائق، وغيرها، كل هذه أصبحت أماكن مزعجة بسبب الدخان، ومعظم البلدان أصدرت أنظمة وعقوبات بحق من يمارسون التدخين في الأماكن العامة، وجعلت لهم أماكن مخصصة ومفتوحة، كمواقف السيارات، أو الساحات العامة لممارسة هذا الضرر على أنفسهم أو مع من يشاركهم التدخين، وتجنيب الآخرين أذاهم، وأتمنى أن يصار إلى هذا القرار التاريخي في يوم تاريخي لا ينسى، ولعله يكون 1- 1-1430هـ.
alomari1420@yahoo.com