في أيام الامتحانات يكثر المصلون في المساجد مع جماعة المسلمين، وكلما كثر المصلون نشعر جميعاً بالراحة، لأن هذا مؤشر على أن هذا المجتمع قريب إلى طاعة ربه جل وعلا. لكنني أعجب من أناس لا يؤدون الصلاة إلا في أيام الأزمات ومنها أيام الامتحانات وإذا ذهبت تلك الأيام لم يؤدوها!!!.
في رأيي هذا ناتج عن خطأ أراه فادحاً يقع فيها بعض الآباء والأمهات والمربين، حيث إنهم يحثون أبناءهم وبناتهم على أداء الصلاة فقط أيام الامتحانات، وإذا انتهت تلك الأيام توقفوا عن ذلك!!، وكما أن ربط النجاح في أذهان الطلاب والطالبات بأداء الصلاة جعلهم يؤدونها فقط خلال تلك الأيام!!.
وهذا فيه محاذير كبيرة وكثيرة منها أننا نربي أبناءنا من حيث نشعر أو لا نشعر على صفة من صفات المنافقين وهي صفة المخادعة، وذلك بأن نقول لهم بلسان الحال - والعياذ بالله - (أدوا الصلاة لكي يوفقكم الله في امتحاناتكم وإذا انتهت الامتحانات فلا تؤدوها)، كما أننا نربيهم على صورة من صور حال المشركين التي قال الله جل وعلا عنها {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}، ونحن بلسان الحال نقول لهم - والعياذ بالله - (أقيموا الصلاة في أيام الامتحانات وإذا انتهت فلكم أن تتركوها)!!.
أيعقل ذلك؟!، لا شك أننا جميعاً نرفض ذلك!!، لكن البعض منا وبكل أسف يقوله بلسان حاله!!، حيث تجده لا يأمر أبناءه بالصلاة طوال العام إلا في أيام الامتحانات مع أن الواجب أن يأمرهم بها طوال العام وفي جميع أحوالهم من سراء وضراء وضيق وسعة!!.
الصلاة مكانتها في الإسلام لا تخفى على أي مسلم، وتربية النشء عليها من أهم المهمات. وهذه الصورة التي ذكرت آنفاً هي هلاك للنشء حيث نربيهم على أنها لا تؤدي إلا عند الحاجة والضيق فقط، أما في الرخاء والسعة فلا!!، وهذا ليس وقاية للنفس ولا للأهل بل هو هلاك لهم جميعاً، فالله يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
amalijardan@gmail.com