كتب - د. حسن الشقطي
حقق سوق الأسهم منذ تطبيق الهيكل الجديد قدراً كبيراً من الاستقرار، ومنذ بداية أبريل الماضي، وانطلاقه المؤشر من مستوى 9181 نقطة، وهو يسير بهدوء في مسار صاعد ربح فيه حتى الآن حوالي 6.5%.
إلا أن المؤشر لم يختبر قدراته الذاتية على الصمود حتى الآن، فلا تكاد تمر 20 يوماً إلا وهناك اكتتاب جديد، مما جعل حركة التداول تظل على الدوام مدفوعة بحافز الإدراجات الأولية للشركات الجديدة.
كذلك لم يطرأ على السوق هذا الأسبوع اي تغيير سوى إعلان هيئة السوق إدراج شركة الكيمائية الأساسية يوم الاثنين، ثم إعلانها عن إدراج المتحدة للتأمين بداية من السبت المقبل، غير أن الحدث الجوهري هو نشر إعلان حول شراء المملكة القابضة لحوالي 30% من شركة ناس للطيران، وقد فتح ذلك الجدل من جديد حول مستوى الشفافية في السوق، وقدر الحوكمة المتوافر في الشركات المدرج أسهمها، والتي يمكن وصف بعضها عند الإدراج بالتحول غير الكامل، لأن طرحها يمثل شكل من أشكال بيع الشركة والاحتفاظ بها في نفس الوقت.. بل إن علاوة الإصدار إنما تحقق المعادلة الصعبة بين الملاك المؤسسين للشركة وبين المساهمين الجدد للشركة.. فالمساهم لا علاقة ولا تأثير على قرارات الشركة، لأن الملاك القدامى من خلال احتفاظهم بنسبة مهمة سيسيطرون على مجلس الإدارة ومن ثم منصب المدير التنفيذي، وبالتالي فسوف يسيطرون على كافة قرارات الشركة، ولن يصبح هناك قوة، بل الأدهى من ذلك أن الشركة تظل كما هي قبل الإدراج وبعد الإدراج بالسوق، ذات المسمى ونفس طريقة الإدارة، وذات الاحتكار.