كتب - عبدالعزيز العبيد
أضافت فترة انتقالات اللاعبين الأجانب والبحث عنهم من قبل الأندية السعودية إلى حرارة الصيف المزيد من الالتهاب فالسباق على كسب الصفقات المميزة مع وجود ميزانيات ضخمة لأكثر من نادي سعودي ولأن أكثر من ناد سيشارك في بطولات خارجية إضافة لعودة الدوري إلى نظام البطل الأكثر نقاطا وأهمية وجود لاعبين يحملون الفرق على أكتافهم بعد أن ذاقت الأندية السعودية أهمية هذا المر وخصوصاً في الموسم الماضي وفي ظل وجود مشاركات دولية متعددة للمنتخب السعودي وبالتالي غياب اللاعبين السعوديين عن عدة لقاءات.
وكما يتوقع فإن الاتجاه العام سيكون لدول أمريكا الجنوبية وخصوصا البرازيل لعدم مشاركة اللاعب القادم من هناك على الأغلب في منتخبات بلاده وبالتالي تفرغه التام للنادي الذي سيتعاقد معه ولذلك كان لنا هذا اللقاء مع الوسيط السعودي محمد العايد الذي سيلقي الضوء على أكثر الطرق اشتهاراً في عمليات الخداع التي تواجه الأندية خارج نطاق القارة اللاتينية والراغبة في مواهبها ونعدد مع العايد هنا أهم هذه الخدع.
1- نقل اللاعب من نادي درجة ثالثة أو ثانية إلى ناد كبير لرفع قيمته:
يقوم النادي أو مدير أعمال اللاعب الذي يلعب في الدرجة الثانية أو الثالثة بمفاوضة أحد الأندية الكبيرة بالبرازيل لكي يقوم هذا النادي بالتعاقد مع لاعبه بدون أن يدفع أية مبالغ مالية بل قد يدفع مدير أعمال اللاعب أو النادي الصغير المال لهذا النادي المعروف وذو السمعة لكي يشركه في صفوفه وذلك ليحصل النادي الكبير على نسبة في حال بيع عقد اللاعب والهدف من هذه العملية هو أن يكسب اللاعب سمعة جيدة بعد مشاركته مع ناد معروف ويتحصل على عروض مغرية لن تتحقق له لو بقي في ناديه ويحصل على أعلى سعر ممكن.
- مثال الحالة: عرض على اللاعب ليما (مدافع) وعرضته على الأندية السعودية بقيمة 600 ألف دولار ويلعب في الدرجة الثالثة قام مالك عقده بالتفاهم مع نادي اتلتكو مينيرو العريق ونقله إلى هناك لمدة شهر واحد فقط ثم عرض على نادي ريال بيتيس الإسباني وتم شراؤه بمبلغ سبعة ملايين دولار
- النصيحة: التأكد من ملكية عقد اللاعب الأصلية قبل الخوض في المفاوضات.
2- اختلاف السعر حسب الدولة:
تختلف قيمة اللاعب حسب الدولة التي سيذهب إليها واسم النادي أيضا فعندما يعرض اللاعب على دول آسيوية مثل سوريا أو إفريقية مثل تونس فالسعر يكون زهيدا جدا بينما يعرض نفس اللاعب بسعر عال جداً على دول الخليج وذلك لأسباب أهمها:
أ- طمع الوكلاء هناك ومعرفتهم بقدرات الأندية الخليجية وإمكاناتها.
ب- النظرة العامة للأندية السعودية بأن اللاعب الرخيص في عقده سيكون بالضرورة سيء المستوى.
- مثال الحالة: المدافع البرازيلي استافوا تونياتوا مدافع الملعب التونسي وأحد أفضل اللاعبين المدافعين في الدوري التونسي يستلم راتب شهري 4 آلاف دولار وعرض على الأندية السعودية بمبلغ أربع مائة ألف دولار علماً بأنني أقنعت اللاعب بالحضور بمائة وعشرين ألف دولار أي أقل من النصف.
- النصيحة: تستطيع الأندية بأن تتفاوض باسم نادي صغير وغير معروف للوكلاء لم يتم تحويل العمل في اللحظات الأخيرة أو بالاتفاق بعد شراء العقد للنادي الراغب بالتعاقد مع اللاعب.
3- مدة المفاوضات والجدية تحددان السعر:
إطالة مدة المفاوضات وعدم الجدية منذ البداية تمنح الأندية والوكلاء الفرصة للتلاعب والتسعير العالي للاعبين والتي لا تتناسب مع حقيقة المستوى الفني لهم.
-مثال الحالة: نادي فاسكو دي جاما تلاعب بنادي محلي وزاد السعر ثلاث مرات خلال 48 ساعة وكان الخطأ في الاستجابة السريعة للتغير في السعر وتم استغلال النادي السعودي لبيع اللاعب إلى ناد أوروبي وساعد على ذلك معرفتهم فترات التسجيل وقدرتهم على الضرب على وتر الوقت واستغلال حاجات الأندية.
- النصيحة: تحديد مبلغ التعاقد منذ البداية وأن يكون التحديد نهائي إذا لم تتم الموافقة عليه يلغي التعاقد مع الأساس مما يجعل النادي هناك يفكر ألف مرة قبل الرد وعدم منح الفرصة إطالة المفاوضات مما يؤدي للتلاعب بالعرض.
4- التوقيع على العقود المرسلة بالفاكس والمزورة:
معظم (التواقيع) للعقود المرسلة بالفاكس غير سليمة ويتم تزويرها ففي حالات كثيرة يكون من عرض اللاعب ليس مدير أعماله أو أن يتفاوض الوسيط باسم لاعب لا يعلم شيئا عن المفاوضات.
- المثال: تكثر هذه الحالات بشكل متكرر وكثير لكثرة الوكلاء ومدراء الأعمال غير الرسميين ولدي عقود وقع عليها المفاوض وليس اللاعب أو مديره الرسمي ولمعرفتي بالحقيقة لم يتم الالتفات إليها.
- النصيحة: طلب جواز السفر للاعب ومطابقة التوقيع حيث لا يعتمد في أمريكا الجنوبية أي توقيع غير مطابق للتوقيع المدون في جواز السفر أو البطاقة الشخصية وهما مطابقان لبعضهما واللجوء للاتحاد لمعرفة وكيل أعمال اللاعب مباشرة.
5- عدم معرفة اللاعب بالعرض أو المفاوضات:
لا يعلم اللاعب في العديد من المفاوضات بوجود هذه المفاوضات ويفاجأ عند الاتفاق النهائي بين الأندية بالعرض لذلك هو يرفض العرض عند معرفته به لتجاهله في البداية أو عدم رضاه عن العوائد المالية وتعمد الأندية إلى هذا الأمر وكذلك وسطاء الصفقات لأنهم قد يحصلون على مبالغ إضافية أو زائدة عن الحصة المفترضة لهم ولا يريدون للاعبين معرفة ذلك.
- المثال: تعاقد نادي سعودي مع محترف من القارة اللاتينية وعندما حضر لإتمام تعاقده فوجئ باختلاف المبالغ المالية عن التي أبلغ بها من قبل نادي البرازيلي وكاد أن يفسد التعاقد لعدم رضاه عن تحويل مبلغ كبير كحصة النادي والتي لم يكن يعلم بها.
- النصيحة: الوصول للاعب مباشرة لإبلاغه بوجود العرض وليكون طرفا ضاغطا على النادي لقبول السعر المحدد من النادي السعودي وحتى لا تتم خسارة عامل الوقت للتفاوض مع لاعبين آخرين.
6- الأندية السعودية لا تعترف بالتقنيات الحديثة:
أندية كثيرة لا تعترف بمشاهدة لقطات اللاعب المحملة على مواقع الإنترنت وتطلب أشرطة اللاعب التي تتطلب وقتاً أطول.
- النصيحة: رؤية لقطات اللاعب المحملة على الإنترنت من قبل اللاعب نفسه أو وكيله ومن ثم طلب الأشرطة الأصلية للاعب عند القبول المبدئي والتفاهم بين الأطراف الثلاثة على الشروط الأساسية في التعاقد.
7- التحقق من تسجيل اللاعب في اتحاد بلده:
يملك كل لاعب رقما متسلسلا في اتحاد بلده يتضمن معلومات عن اللاعب وعقوده وانتقالاته ومشاكله وإيقافاته وحتى القضايا الجنائية.
- مثال الحالة: لا تقبل أنديتنا المحلية الوصول لتلك المعلومات أو لا نعلم بها ولذلك يتم خداعها من قبل الوسيط وتدفع مبالغ عالية على اعتبار ارتباطه بنادي آخر.
- النصيحة: الوصول لرقم اللاعب المتسلسل والسؤال عنه في اتحاد بلده أو على موقع الاتحاد نفسه على الإنترنت.
8 - الدفعات المالية المقدمة والضخمة:
تدفع الأندية مبالغ كبيرة في البداية كحصة النادي من التعاقد وتخسر هذه المبالغ عند إنهاء عقد اللاعب وتستغل الأندية هناك جهل أنديتنا بأسلوب التعاقدات المطبق في القارة اللاتينية عموما والبرازيل خصوصا.
- مثال الحالة: وهو أمر منتشر كثيراً وسبق لناد سعودي أن دفع مبالغ مالية لناد لا يملك عقد اللاعب الذي وقع للنادي السعودي ورغم إثباتي للأمر من اتحاد بلد اللاعب إلا أنهم دفعوا للنادي حصته من عقد لا يملكه.
- النصيحة: أن تدفع المبالغ والحصص المالية الخاصة بالأندية بعد الاتفاق معها على شكل دفعات وأقساط شهرية أو عن طريق اللاعب نفسه ويدفعها هو النادي هناك ليتوقف التسديد من قبل النادي المتعاقد فور إنهاء عقد اللاعب حسب الاتفاق المنصوص عليه مسبقا وهو أمر طبيعي ويحصل بين الأندية البرازيلية بشكل مستمر.
9- استشارة الأجنبي:
تعمد الأندية إلى استشارة اللاعب أو المدرب الأجنبي الذي يكون غائباً عن بلده لسنوات ولا يعلم عن مستوى اللاعب المطلوب التعاقد معه في الوقت الذي يريد النادي التوقيع معه فيه لغيابه عن وطنه بحكم عمله في الخارج وقد تتجاوز مدة ابتعاده عن بلده لسنوات.
- مثال الحالة: أحد الأندية أخذ في التشاور مع أحد المدربين اللذين أمضوا مدة تتجاوز الأربع سنوات في الخليج لم يطأ فيها أرض وطنه سوى في الإجازات السنوية التي لا تتجاوز الشهر حول مستويات اللاعبين المطلوب التعاقد معهم وهو ما يجعل المدرب يتصل بأصدقائه ومن ضمنهم بعض الوسطاء مما يتسبب بانتشار الخبر ومحاولات التخريب أو زيادة الأسعار من قبل الوسطاء الآخرين أو من يريد أن يغتنم هذه الفرصة.
- النصيحة: التأكد من مستوى اللاعب بإرسال مندوب أو إحضار المباريات الأخيرة للاعب ومشاهدتها بدقة وعدم منح الفرصة للاعب أو المدرب بالتكسب في الصفقة على حساب النادي بأخذ نسب خاصة مسبقا.
10- حالات مختلفة:
وتختلف باختلاف الحالات ومنها:
- الثقة باللاعب: ويحدث من خلال منح الإجازات القصيرة السريعة في وقت يتاح للاعب التفاوض على عقده (مدة الستة أشهر الأخيرة من العقد) كما حدث لأحد اللاعبين الذي غادر لتوقيع عقد مع ناد كبير لترتفع قيمة عقده للسنة الواحدة عن ثلاث سنوات قبل التوقيع لهذا النادي.
- النصيحة: التجديد مع اللاعب قبل وصوله للفترة النهائية لأحقية توقيع العقد إذا أثبت نجاحه مع الفريق.
- دخول أكثر من شخص: وهو قد يرفع قيمة الصفقة 10% لكل فرد دخل في المفاوضات وإثبات ذلك بإيميل واحد فقط حسب القانون هناك وتعتقد أنديتنا هنا بأن هذا الأمر قد يخفض من قيمة الصفقة والذي يحدث هو العكس تماما.
- النصيحة: الالتزام بالمفاوض والأفضل أن يتم التعاقد عن طريق وسيط موثوق به.
- العقود السريعة: فأغلب اللاعبين يتنقلون ويتعاقدون مع الأندية لمدد قصيرة قد لا تتجاوز الشهر والشهرين لأن النظام في البرازيل يسمح بالعقود المحدودة وهناك لا ينص على منح اللاعب رواتب أثناء الإجازات وهو ما يجعل سيرة اللاعب غنية بالأندية وقد يستغل النادي وجود الفريق الرديف لديه ويدخل اسم اللاعب وكأنه لعب لنادي كبير والحقيقة هي أنه شارك مع الفريق الرديف ولم يلعب طوال الدوري مع الفريق الأساسي.
- النصيحة: الوصول للمعلومات من المصادر الموثوق بها فحتى لو كان اللاعب يملك المستوى الجيد فإن امتلاك المعلومات اللازمة يحفظ للنادي مكانة مسيطرة في المفاوضات.