المجموعة الأولى
تصدر المنتخب البرتغالي المجموعة الأولى برصيد ست نقاط بعد فوزين مستحقين أمام تركيا والتشيك وخسارة مخيبة للآمال أمام سويسرا (مستضيفة البطولة).. ويبدو أن غياب ثمانية لاعبين عن التشكيل الأساسي لمنتخب البرتغال بتوجيه من المدرب البرازيلي سكولاري هو السبب الرئيسي الذي أدى للخسارة.. سكولاري (الذي سيرحل مع نهاية البطولة لتدريب نادي تشيلسي الإنجليزي وسط قبول تام من قبل لاعبي المنتخب البرتغالي) اعترف بخطئه الذي من شأنه زعزعة الثقة باللاعبين والفريق ككل في دور الثمانية.. حيث من المقرر أن تواجه البرتغال المنتخب الألماني العريق اليوم الخميس.. أما سويسرا فإنها أسعدت جماهيرها بالفوز في آخر لقاءاتها الذي كان مسكاً للختام.. وودع بعد انتهاء المباراة لاعبي المنتخب السويسري مدربهم الذي قرر ترك الفريق بسبب مرض زوجته بلافتة كبيرة تعبيراً منهم لما قام به من عمل يشكر عليه خلال الفترة التي قضاها مدرباً لهم.. ورافق البرتغال في التأهل للدور ربع النهائي منتخب تركيا.. المنتخب الذي تميز بروح لاعبيه العالية والوطنية الكبيرة التي يتمتع بها الفريق ككل حيث تعتبر أحد أهم وأقوى أسلحة المنتخب التركي في البطولة.. الروح العالية ليست عند لاعبي المنتخب التركي ومدربهم فحسب بل إنها متواجدة أيضاً في المدرجات التي غصت بها الملاعب السويسرية.. وتقدمت التشيك في اللقاء المثير بهدفين نظيفين إلا أن تركيا تمكنت من قلب النتيجة وتسجيل ثلاثة أهداف لتطير برفقة البرتغال للأدوار النهائية.. وسيتعين على المدرب التركي المسلم فاتح تريم أن يضع الخطة المناسبة لنيهاد قهوجي ورفاقه لتخطي المنتخب الذي حذر منه كثيراً الأسطورة الهولندية يوهان كرويف.. ويجب أن نسجل تعاطفنا مع المنتخب التركي الذي يعتبر جُل لاعبيه مسلمين ونتمنى لهم التوفيق والوصول للدور نصف النهائي.. المباراة ستلعب في فينا حيث سيطير المنتخب التركي لمواجهة بطل المجموعة الثانية.
المجموعة الثانية
عبر كرويف عن تخوفه من اصطدام المنتخب الهولندي بالمنتخب الكرواتي القوي بدنياً وتكتيكياً ويتمتع لاعبوه بالسرعة والمهارة والخبرة الكافية للفوز في أي لقاء.. ولعل ما يثبت وجهة نظر كرويف هو جمع المنتخب الكرواتي تسع نقاط كاملة في دور المجموعات بعد تحقيق ثلاثة انتصارات متوالية على منتخبات ألمانيا والنمسا وبولندا.. المدرب الكرواتي السيد بيليتش - قبل انطلاق البطولة - كان قاب قوسين أو أدنى من التوقيع لتدريب نادي هامبروج الألماني إلا أنه اتخذ قراره النهائي بالبقاء والإشراف على تدريب المنتخب لتحقيق النتائج الإيجابية التي ترضي طموحات الجماهير الكرواتية.. وتخطى المنتخب الكرواتي في لقائه الأخير منتخب بولندا بهدف وحيد سجله المهاجم كلازنيتش (28 عاماً) الذي قهر ظروف المرض وخاض رحلة طويلة للعودة للتألق والإبداع مع منتخب بلاده.. كلازنيتش الذي نال جائزة أفضل لاعب في المباراة كان قد مرض بتعطل كليتيه عن العمل.. حيث اكتشف ذلك بعد قيامه بعلمية الزائدة الدودية حيث قام بجراحة عاجلة عندما تبرعت له والدته بإحدى كليتيها ولكن جسم اللاعب لم يتقبل الكلية مما دفع والده للتبرع له بإحدى كليتيه وإجراء جراحة بعد مرور ثلاثة أشهر من الجراحة الأولى.. تحمل اللاعب كل الظروف المرضية التي مرت به وها هو يعود من جديد ليكمل تألق منتخب بلاده في البطولة ويضعه في أكمل صورة للمنتخبات المشاركة والمنافسة على اللقب.. وتشير أغلب التوقعات إلى أن المنتخب الكرواتي سيواصل مسيرته على حساب المنتخب التركي في اللقاء المرتقب غداً الجمعة نظير المستويات الفنية التي قدمها، خصوصاً أن المنتخب التركي سيخوض المواجهة دون حارس مرماه الأساسي بعد تعرضه للطرد. من جهة أخرى تأهلت ألمانيا بقيادة مايكل بالاك (لاعب نادي تشيلسي الإنجليزي) بعد تسجيله هدف المباراة الوحيد في مرمى المنتخب النمساوي (مستضيف البطولة) إثر تسديدة قوية على بعد خمسة وعشرين متراً في الدقيقة تسع وأربعين مع بداية شوط المباراة الثاني.. وانطلق بالاك ليعبر عن فرحته بالهدف ويشير للجماهير النمساوية بأن تلتزم الصمت في اللقاء الذي غلب عليه أجواء مشحونة للغاية بين المنتخبين.. ويبدو أن مسؤولي المنتخب البرتغالي أبدوا ارتياحهم لمواجهة ألمانيا في الأدوار النهائية نظراً إلى ضعف خط الدفاع ولتواجد نقاط ضعف واضحة في صفوف المنتخب العريق أوروبياً وعالمياً.. وسيتعين على كريستيانو رونالدو ورفاقه حشد كل قواهم وتركيزهم للفوز اليوم الخميس في لقاء يعتبر نهائياً مبكراً بين فريقين مرشحين للفوز بالكأس الأوروبية.
المجموعة الثالثة
مجموعة الموت كما يطلق عليها.. تصدرتها هولندا بعد اأن صفعت الطليان (أبطال العالم) بالثلاثة ومن ثم الفرنسيين بالأربعة.. هولندا قدمت لوحات فنية جذبت إعجاب محبي ومتتبعي البطولة مما دفعها لأن تكون المرشح الأول للفوز باللقب الأوروبي.. بقيادة المدرب الهولندي القدير ماركو فان باستن وتشكيلته الحديدية. ستواجه هولندا ثاني المجموعة الرابعة.. وهي مؤهلة لتخطي هذا الدور للدور نصف النهائي.. أما في المركز الثاني فإن الصراع بين رومانيا وإيطاليا وفرنسا استمر حتى اللحظات الأخيرة.. ويعلم الرومان بأن المنتخب الهولندي لن يستهين بهم وسيعمل على مواصلة عروضه التي نالت إعجاب الجميع. فيما يعلم كل العلم مدرب المنتخب الإيطالي السيد روبيرتو دونادوني ومدرب المنتخب الفرنسي السيد دومنيك أنه لا خيار عن الفوز لخطف بطاقة التأهل (على أمل تعثر المنتخب الروماني).. فالخاسر في لقاء الفريقين سيتم إقصائه من منصبه كمدرب بكل تأكيد.
المجموعة الرابعة
قدم المدرب الإسباني الكهل (لويس أراغونيس) كل ما وعد به قبل انطلاق البطولة ونجح في زرع العناصر التي طالما ما تحدث عنها، والتي لعل أهمها هو عنصر الحيوية والسرعة والشباب.. وهو ما دفعه للاستغناء عن قائد المنتخب راؤول غونزاليس.. وأثبت هداف المنتخب الإسباني ديفيد فيا وزميله في خط الهجوم فرناندو توريس أنهما أفضل ثنائي في خط الهجوم من بين المنتخبات المشاركة.. ويقبع في دكة الاحتياط لهما هداف الليجا دانييل غونزاليس غويزا لاعب نادي مايوركا الإسباني.. وبالرغم من قوة الهجوم الإسباني إلا أنه يعاني من نقاط ضعف في خط دفاعه مما يضعف حظوظه في الأدوار النهائية.. وهو ما سيعمل المدرب الإسباني على تلافيه ومحاولة تدعيم صفوفه الخلفية بمساندة خط الوسط مما يضعف المساندة لخط المقدمة.. لكنه سيعوض هذا الضعف بسرعة ديفيد فيا وفرناندو توريس حيث يعول عليهم الإسبان الكثير في هذه البطولة.. ويتنافس على البطاقة الثانية كل من منتخبي السويد وروسيا حيث سيتعين على أحدهما مواجهة منتخب هولندا.