كل شخص يريد أن ينشئ له مسكنا يؤويه يحرص في اختيار الموقع المناسب ذي جهات مناسبة، ثم يقيم قواعد صلبة تحمل ذلك السكن لمدة طويلة، وبعد أن اختار مخططا كلفه وقتا ومبلغا، وقد يكون شاور على ذلك من أصحاب ذوات الخبرة يعمد إلى اختيار الأفضل في مواد الكهرباء والسباكة مراعيا الجودة التي يمكنه من استخدامها لفترة طويلة من الزمن، ثم يلي ذلك أن يجتهد في اختيار الألوان المناسبة للبناية ثم الأنسب من الأثاث.. وهكذا، إذاً لماذا لا يتخذ ذلك المنهج عند العزم في تكوين أسرة من اختيار شريكة حياة مراعيا ذات الدين ثم الجمال والمال والنسب والحسب بعد أن ينظر لمخطبوته وحتى يؤدي فيما بينهما، بعدها يقام الزفاف بثقافته الميسورة دون الإسراف الذي قد يؤدي للصراع لسنوات عديدة يدفع ثمن ذلك الزوج الذي قد يكون دخله ميسورا، ثم بعد أن يختار الزوجة ويضع العمدان (الزواج) يعمد إلى الاتفاق فيما بينهما في كيفية الاستعداد لاستقبال الذرية وكيفية التخطيط في عملية التنشئة الاجتماعية، مراعياً التداعيات المعاصرة في هجوم الأفكار والآلات ذات السلاحين وعوامل المادة، وفي حال أن يرزقا بذرية يحاولان المحافظة عليها من خلال المساواة في التربية والحب مراعيا دافع كل جنس وميوله وتحديد المشاركة في اختيار الصحبة لهم ومشاركة ميولهم وأهدافهم وتوجيه مستقبلهم، ولا ننسى المراقبة غير المباشرة التي هي أساس من أسس التوجيه، هذا فيما يتعلق بكيفية إنشاء أسرة، فقد يتبادر للذهن الأسرة التي تكونت على غير أطر سليمة عليه أيضا مثل الذي يعمد على ترميم بيته القديم فيجتهد في اختيار الشكل الأنسب والألوان الجذابة وتهيئته من الداخل والخارج ليواكب عصره أيضاً على تلك الأسرة التي تكونت على غير تخطيط سابق الاجتهاد في تكوين علاقات أسرية واجتماعية والتخطيط المناسب في التربية وتبادل الحب والأدوار المناسبة فكل شيء يمكن أن يكون بالعزيمة.
وفي الختام الأسرة الصالحة تمتد سلامة أفكارها للمجتمع ككل فلو كانت كل الأسر متماسكة في علاقاتها هادفة في تنشئتها لما رأيت المؤسسات العقابية بالمجتمع ولا تطاول الشر على الخير بل ولن تتكلف الدول بمبالغ طائلة وتخسر الجهد والوقت في إعادة المجتمع لصوابه من خلال انحراف الأسر أو أفرادها والله من وراء القصد.