ذبحتنا الأخبار من الوريد حتى الشريان.. نتناول الصحف مع قهوة الصباح ونتقلب بين القنوات الفضائية الإخبارية من العربية حتى الجزيرة إلى أن أصبحنا في متاهات الخلط بين حزب الله وحزب إبليس اللعين.. ولم نعد نفرق بين البلاد الغاصبة والأخرى المغتصبة.. ويبدو أن فلسطين تتكرر في بلاد أخرى إلى أن فقدت بلاد الأقصى الأمل في تحرير حدودها وأصبحت تحتفل في ميلاد النكبة.. وتكاد تتحول فلسطين في احتفالاتها إلى مرقص ليلي بين ضواحي (لوس أنجلوس).. والعالم يتعاطف لأن الاحتفالية تحمل عنوان محزن وهو تاريخ النكبة.. يا لا النكبة!! |
وبغداد تصرخ علينا وعلى أعدائنا فتخلق ضحايا انتحارية تفجر في أماكن التجمع ويذهب معها عدو واحد وعشرات الأبرياء المواطنين!!! |
وبدأت حركات النضال الإرهابي تجند الأطفال لهذا الغرض!! |
وبوش يقول: إن سوريا وإيران يغردان خارج السرب.. أي سرب هذا الذي تغرد خارجه سوريا وإيران.. لم تعد إلا أسراب عصافير.. تروح خماصا وتعود بطانا.. وهزي يا مزيكا!! فأمريكا تحفظ الوصايا العشر لأمها الحنون إسرائيل ونحن متفرجون إلى أن تقوم الساعة.. |
وبيروتنا.. تعاني من شد الحبل بين الحكومة وحزب الله.. فكل يغني على ليلاه.. وحينما قيض لهم الله رجلا عسكريا يبطش بالطغاة رقصت بيروت وهي تحزم وسطها على أنغام هيفاء وهبي.. هكذا نحن نعبر عن فرحنا.. وفي ساعة الحزن (سلبيون) طوائيون.. متفرجون!! ثم ماذا.. هذا الهم المثقل الذي يستوطن شرايننا لا نجد له عبارة أكثر فخامة مثل الحزن.. الكل يشاركنا في الوصف ولكن أحزاننا مختلفة تماما مثل شعورنا بها وتعبيرنا عنها.. لا يوجد حزن أعظم من حزن إلا إحساسنا المختلف وكأن الواحد منا يعاد وتنفخ فيه الروح في اليوم ألف مرة.. ولا أحد يموت من الحزن ولكننا مع الحزن نبدو أشباحا تتحرك ضاعت ملامحنا مع الشيخوخة المبكرة وأصبحنا نتعرف على ملامحنا في المرايا كل يوم ثم لا نصدقها. نستيقظ صباحا قبل أن ننام.. مذعورين هرولة إلى الزجاجة ونستصرخها من سرق حواجبي.. ومن أذبل عيني وأطفأ وجنتي ومن ضيع أسناني وأسدل الستار على تفاصيل وجهي ومن أسال القطر..؟!! |
بتنا لا نعرف ملامحنا المصهورة تحت أقدام الحزن كل يوم.. من فعل ذلك بنا.. لعلها الأخبار!!! |
* قفلة إجبارية (لنزار قباني) |
أنا أقدم عاصمة للحزن |
وجرحي نقش فرعوني |
وجعي يمتد كسرب حمام |
من بغداد إلى.. الصيني!! |
|
أتساءل ألم يجد (نزار قباني) أبعد من الصين تمتد فيها أسراب حمامه.. إن أسراب حزني تمتد من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب ولا تزال تجوب البلاد. |
|