دبي - أحمد يوسف
يبدو أن التحذيرين البريطاني والأمريكي من أجل توخي رعاياهما في دولة الإمارات الحذر الشديد خشية هجمات تقوم بها القاعدة أو غيرها من التنظيمات الإرهابية مبالغ فيهما جداً، وإذا كان القصد إلهاب مشاعر الناس وتوتيرها، فإن الوضع في كل المدن الإماراتية خصوصاً أبو ظبي ودبي حيث يتركز وجود الأجانب طبيعي للغاية، بل ولم نسمع خلال اليومين السابقين شخصاً واحداً يتحدث عن هذه القضية حرفاً واحداً لا من قريب أو بعيد.
ولا شك أن التحذير الذي تلاه تحذير آخر شكلاً نوعاً من المفاجأة لدى المسؤولين، أو المهتمين بالشأن السياسي، لكن وزارة الخارجية الإماراتية نفسها لم تصدر أي تصريح عن هذا الموضوع، ولم يضع أحد من أبناء المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين مثل هذه التحذيرات ضمن أولوياته، أو برنامجه اليومي، إذ لا يمكن قياس الأمور سواء كانت صادقة أو غير ذلك بناء على تخمينات أو معلومات أو إشاعات تطلق في الأجواء، قد تنعكس إيجاباً وهي أن توضع في حجمها الحقيقي وهو ما حدث فعلاً في الإمارات، وإما أن يتم بث الرعب في الشارع واستبدال الحياة الآمنة الهادئة المستقرة بأخرى مشحونة بالتوتر والقلق واتخاذ الجاهزية الأمنية العالية، والإجراءات المشددة، وكأن البلاد على وشك الدخول في حرب وهذا ما لم يحدث على الإطلاق.
مع ذلك ليس مستغرباً على تنظيم القاعدة أن يقوم بأعمال إرهابية تخريبية في الإمارات، ذلك أنه فعل مثل هذه الأفعال المشينة في أكثر من بلد عربي وأجنبي، لكن مثل هذه الأعمال لا تخيف أحداً، ولم تحقق أياً من أهدافها، لأنها مثل فقاعات الصابون، لا تستطيع الصمود أمام الحقائق الدامغة وهي بقاء الشعوب المدافعة عن حقها في الحياة ضد كل قوى الشر والتطرف.
إن ما صدر من تحذيرات عن احتمال هجمات ضد الإمارات من طرف القاعدة أو غيرها لم تجعل من الشاعر الإماراتي يخاف أو يرتعد، بل وحتى أن يتكلم في الموضوع، لأن الشعب باقٍ فوق أرضه، متمسك بها، يدافع عن كنوزها وثرواتها، وينهل من خيراتها، أما الأطراف المعادية فهي كالخفافيش لا تظهر إلا في الظلام.