أسعدني جداً صديقي وأستاذي الأديب الشاعر صالح إبراهيم العوض عندما أخبرني عن عزمه على إقامة معرض تشكيلي تأبيني لصديقنا وأخينا المربي والمعلم الفاضل التشكيلي الراحل صالح غانم المزروع رحمه الله وأنه في سبيل تنفيذ هذه المبادرة الإنسانية الرائعة قد طرح الفكرة على أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي بالقصيم الذين بادروا مشكورين إلى المباركة والترحيب بهذه الخطوة الوفائية الجميلة وأن النادي يضع كل إمكاناته في سبيل نجاح هذه البادرة لأديبنا العوض.
أعود للصديق الغالي الراحل (أبا عماد) والذي رحل عن هذه الدنيا قبل شهور عدة مضت فهو -رحمه الله- قبل أن يكون معلماً وفناناً فهو إنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني ودلالات نبيلة يتميز بها -رحمه الله- وأنا هنا أسترسل في تعداد سجاياه فهو للقريبين منه وكل العارفين له نعم الأخ ونعم الرجل الصادق الصدوق.
ما يعنينا هنا في هذه الساحة هو تميزه -رحمه الله- وهو خريج معهد التربية الفنية بالرياض بالإبداع والذي يتجلى من خلال منجزاته التشكيلية التي استقى موضوعاتها وعناصرها من عشقه للبيئة ومعطياتها المختلفة بما في ذلك أنماط البناء والعمارة في نجد والتراث والمورث الشعبي والاجتماعي ومعطيات البيئة الصحراوية ومناظرها الطبيعية الخلابة التي هي الأخرى عشق آخر له رحمه الله. ولقد أنجز العديد من الأعمال الفنية المتنوعة والتي أهدى معظمها للأصدقاء والأحبة والإدارات الحكومية في محافظة الرس، كما أن أندية الخلود والحزم ومكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالقصيم ومكتب الرئاسة بالرس هي الأخرى تحتفظ بالعديد من أعماله القديمة إضافة إلى ما يوجد في إدارة التعليم في محافظة الرس والمدارس التي عمل بها وما يوجد لدى أبنائه وأقربائه ومحبيه من أعمال فنية قدمت شواهد ومؤشرات جمالية راقية ومعطيات فنية وتقنية تؤكد عمق التجربة وقوة الموهبة لديه إلا أنه كان في حياته وكما قال لي غير حريص على سرعة إقامة معرض شخصي له لأن وقت العرض لم يحن بعد.
أعود لمبادرة صديقنا معاً العوض والتي أكدت ما يتمتع به (أبا بدر) من وفاء وإنسانية ثم إن هذه المبادرة التي جاءت من أحد أقطاب الأدب في القصيم سوف تمنح المتلقي في الرس خاصة وفي منطقة القصيم الفرصة للاطلاع على نماذج مختارة من أعمال التشكيلي المزروع التي تنوعت ما بين الطبيعة ومعطياتها الجمالية إضافة إلى منجزاته الموغلة في الموروث الشعبي ودلالاته الأصيلة.