على خلفية ما قاله الفنان الغنائي محمد عبده في المقابلة التلفزيونية لبرنامج (العراب) على قناة mbc ، مساء يوم الجمعة 11 جمادى الأولى 1429هـ الموافق (16 مايو 2008م)، عندما تحدث عن الإبداع السعودي وشط به الحديث ..
...إلى قول (يكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم سعودي)، استدرك لاحقاً عبر قناة (العربية) في توضيح ٍ محدد مفاده أن الكلمة جاءت سبق لسان، مؤكداً على أخذها في سياقها، مضيفاً أنه كان يتحدث عن أن الجزيرة العربية التي هي المملكة العربية السعودية، التي خرج منها عظماء ومفكرون وأعلام كثيرون، قد خرج من أرضها ودفن فيها النبي عليه الصلاة والسلام، فصارت مقصد كل من يريد أن يزور قبره الشريف.
هذا الحديث سبّب إشكال فهم لدى كثير من الناس عن المقصد في هذا القول في معناه ومبناه، خاصة ً أن المملكة وهي بلد الحرمين الشريفين، ومنطلق النبوة المحمدية، ومهوى أفئدة جميع المسلمين بما هو معروف لكل شعوب الأرض، ليست بحاجة لهذا النوع من (الانتصار الفكري)، على أثير فضاء الإعلام المفتوح، التي تعطي انطباعاً سلبياً عن السعوديين بضيق الأفق في إطلاق كلمات التعبير عند شعورهم الوطني، أوالسطحية في اعتزازهم بإنجازاته وإبداعاته، وربط مكوناته بأمور مقدسة لدى المسلمين، ذلك الانتصار المبني على (نظرة احتكارية) للإسلام أو رسوله عليه الصلاة والسلام، لأن السعودية بكيانها العظيم وقيادتها الحكيمة وشعبها المسلم تعتز بالانتساب إلى النبوة المحمدية منذ نشأتها التاريخية وخلال مراحل تطورها الحضاري، كونها البلد المسلم الأبرز والأشمل في تطبيق المنهج الإسلامي والعمل بالسنة النبوية الشريفة في عباداتها الدينية ومعاملاتها الدنيوية وعلاقاتها الدولية، كونها تعي أن الأمة هي من يتبع محمد عليه الصلاة والسلام، وبه تتسمى وتعرف بين الأمم، خاصة ً أن مكانتها عالية في وجدان كل مسلم فهي (قلب) الأمة النابض تحت راية التوحيد الخفاقة، وهي (الصوت الأصيل) الداعي للوحدة الكبرى، والمحافظ على الهوية الإسلامية، لذا هي ترفض من منطلق ديني كل الأساليب الاحتكارية لكل مقدسات المسلمين من أية جهة أو جماعة أو دولة، فضلا ً عن أن العقل لا يقبل أن تكون (الجنسية الوطنية) مقابل عموم (الرسالة المحمدية)، أو تحتويها لتباين طبائع الأشياء بينهما تاريخياً ودينياً، إنما الميزة الحقيقية هي في كون (الجنسية السعودية) تستمد كل معانيها الوطنية وثوابتها الدينية وقيمها الحضارية من كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وهي إعلان الشهادة الخالدة، وسمو الراية العالية، وتأكيد الرسالة العالمية، وهو ما يتحقق في راية المملكة العربية السعودية الرسمية، والخفاقة في كل المناسبات الوطنية والمواسم الإسلامية والمحافل الدولية.
لذلك فنحن السعوديين بمختلف فئاتنا الاجتماعية ومستوياتنا الرسمية مطالبون قبل غيرنا أن نعبّر عن شعورنا الوطني حباً وكرامة وانتساباً للمملكة، بما لا يتعارض مع وحدتنا الإسلامية، أو يجعلنا محط سخرية الآخرين، أو يصادر انتمائهم الديني وانتسابهم النبوي، فيكفينا فخراً أن بلادنا هي قبلة كل مسلم، وهي قاسم مشترك على الواقع بين الإسلام بمقدساته والمسلمين بعبادتهم وأحوالهم الدينية، التي يتجسد جزء كبير منها على أرض السعودية، وهنا تكمن عظمة الجنسية السعودية.
Kanaan999@hotmail.com